يسيطرُ الهدوء الحذر على مخيم البرج الشمالي في مدينة صور، وذلك عقب الأحداث التي شهدها، أمس الأحد، خلال تشييع الشاب حمزة شاهين الذي توفي جراء الانفجار الذي ضرب مستودعاً داخل المخيم، يوم الجمعة الماضي.
وكان موكب تشييع شاهين تعرض لإطلاق نار كثيف، وقد وجّهت حركة “حماس” أصابع الاتهام في افتعال الحادث إلى حركة “فتح ” وقوات الأمن الوطني الفلسطيني.
وأسفرت الحادثة عن مقتل 3 أشخاص نعتهم حركة “حماس” في بيان لها، في حين قال قائد قوات الأمن الوطني في مخيم البرج الشمالي طلال العبد قاسم أن “مطلق النار ليس من حركة فتح ولا من قوات الأمن الوطني”، مُبدياً “استعداده لأي تحقيق بالحادث الذي حصل”.
من جهته، قال أمين سر “فتح” في لبنان حسين فياض أن “التحقيق جارٍ بأحداث مخيم برج الشمالي ولا علاقة لنا بما حدث، وإن ثبت أن أي أخ أطلق النار سيظهر ذلك بالتحقيق”.
ومع هذا، فقد أشارت المعلومات إلى أنّ حركة “أمل” دخلت على خط الوساطة والتهدئة بين حركتي “حماس” و”فتح”.
إلى ذلك، أصدرت قيادة قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان بياناً، اليوم الإثنين، أكدت فيه “حرصها على أمن واستقرار المخيمات، والسعي لتفويت الفرصة أمام المرتبصين بالشعب الفلسطيني والقضية”.
واعتبر البيان أن “نهج حركة حماس بات تحريضياً وتخوينياً”، مشيراً إلى أنها “رمت الاتهامات العشوائية” بشأن حادث المخيم، وأضاف: “تعاملنا بحكمة عالية مع هذا الحدث رغم الإساءات والتحريضات التي صدرت من حماس وغيرها؛ وقمنا بتسليم من ادعي عنه أنه أطلق النار للأجهزة الأمنية اللبنانية التي نثق بمجريات تحقيقاتها وفي حال ثبت هناك من هو متورط من أي جهة كانت لدينا الجرأة لتوقيفه وتسليمه للقضاء اللبناني لأن أمن مخيماتنا خط أحمر لا يمكن لأي عابر طريق تجاوزه”.
وتابع: “لكنّ حركة حماس أرادت أن تستبق تلك التحقيقات لترمي بسهامها وسمومها على قوات الأمن الوطني الفلسطيني وأعلنت ببيانها الرسمي تقول فيه مجزرة الأمن الوطني الفلسطيني في البرج الشمالي متنكرة للدور الوطني الطليعي لقوات الأمن الوطني ودوره في الحفاظ على أمن المخيمات”.
وأكدت قيادة قوات الأمن الوطني أنها “تترك مجريات ما حصل في مخيّم البرج الشّمالي في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية التي باشرت في اللحظات الأولى بمتابعة هذا الملف الأمني”.