لا يزال تيار المستقبل غير واضح في ما يخص خوضه الانتخابات النيابية المقبلة، ولم يعلن قراره النهائي بعد، لكن المنطقي هو ان يكون التيار الازرق جزءا من المعركة الانتخابية والا سيكون قد قرر الانسحاب نهائيا وطوعا من الحياة السياسية.
من هنا، وبعيداً عن اعلان المستقبل قراره بالمشاركة في الانتخابات من عدمها، يصبح البحث في واقع بعض الدوائر مشروعا خصوصا ان امتناع بيت الوسط عن خوض المعارك الانتخابية بشكل رسمي لن يعني حتما عدم خوضها بالمواربة.
في دائرة بعلبك الهرمل، حصل تحالف المستقبل والقوات اللبنانية اضافة الى بعض الشخصيات الشيعية الوازنة المعارضة لحزب الله على نائبين في الانتخابات النيابية التي حصلت عام ٢٠١٨، لكن الواقع اليوم قد لا يكون مناسبا لتكرار النتيجة.
لا يزال الخلاف السياسي بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، والذي تفاقم بعد استقالة وزراء القوات من الحكومة الاخيرة للرئيس سعد الحريري، مسيطرا على العلاقة بينهما، ما يعني ان تحالفهما الانتخابي في دائرة بعلبك الهرمل وغيرها من الدوائر ليس واردا.
لكن تباعد الطرفين، سواء خاض “المستقبل” الانتخابات او لم يخضها، سيقلص فرصهما بالوصول الى الحاصل الانتخابي، اذ ان كل طرف لن يكون قادرا لوحده على الوصول الى العتبة الانتخابية، حتى لو أمن حلفاء من الشارع الشيعي خصوصا اذا استطاع حزب الله رفع نسبة التصويت في الدائرة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الحزب يعمل على تغيير نتائج الانتخابات في الدائرة المذكورة من اجل تحسين واقعه النيابي و”سلب” خصومه نائبين، هما السني والماروني، لتعويض تراجعه في دوائر اخرى سيتعرض فيها حلفاؤه لخسارة كبرى شعبيا ونيابيا.
في حال استمر الواقع الحالي ستكون خسارة نائب القوات ونائب المستقبل لمقعديهما محسومة، لكن الحفاظ على النتيجة سيبقى ممكنا ما دام هناك امكانية لعودة العلاقات بين الحليفين السابقين وفتح مسار جدي للتحالف النيابي في مختلف الدوائر الانتخابية.