هل ينتظر المعطّلون أن يتخطّى الدولار الـ 100 ألف ليرة؟

15 ديسمبر 2021
هل ينتظر المعطّلون أن يتخطّى الدولار الـ 100 ألف ليرة؟

لقد أصبحنا في حاجة إلى أكثر من منجّم مغربي حتى يفسّروا لنا ماذا يريد بعض السياسيين في بلد لم يعد العيش فيه يُطاق بفعل تصرفاتهم المتوارثة والمتتالية. 

صراحة لم نعد نفهم كيف يتصرّف هؤلاء الذين يدّعون كل يوم حرصهم على مصلحة لبنان وشعبه. فإذا كان ما يدّعونه صحيحًا فكيف يكون العمل إذًا ضد مصلحة لبنان؟ 
فهذا التصرّف حيّر الأقربين والأبعدين. فإذا كان الأقربون يفهمون جيدًا اللغة الديماغوجية التي يتحدّث بها هؤلاء “الغيارى” على مصلحة البلاد والعباد، وهم الذين خبروهم عندما كانوا فوق وعندما أصبحوا تحت، فإن الأبعدين، وهم كما يتبيّن أكثر حرصًا على إنتشال البلاد من معاناته أكثر من هؤلاء، لم “يهضموا” التناقض الواضح والفاضح بين الأقوال والأفعال. فكيف يدّعي هذا البعض حرصه على مصلحة الوطن وفي الوقت ذاته لا يترك شيئًا من وسائل التعطيل إلاّ ويستخدمها؟ كيف يُعقل أن يكون من يعطّل عمل مجلس الوزراء في هذا الوقت العصيب من حياة الوطن يدّعي أنه يريد تطبيق القوانين والأنظمة، فضلًا عن كثيرين لا شغلة لهم ولا عملة سوى الإصطياد في المياه العكرة، ويحاولون إقتناص الفرص للتعويض عمّا خسروه في السياسة من جهة، وما فقدوه من شعبية من جهة أخرى، نتيجة مراهنات خاطئة وممارسات سياسية غير واقعية وغير منطقية، فضلًا عن تحالفات  ثنائية لا يمكن أن تركب على قوس قزح. 
فالأبعدون، وقد أثبتوا أنهم أكثر قربًا وتحسّسًا بمشاكل الناس ممن يدّعون بأنهم قريبون، مستنفرون بكل طاقاتهم هذه الأيام من أجل العمل على وضع حدّ لهذا التهاوي السريع، أو على الأقل للتخفيف من وقع الإرتطام الكبير، الذي بات على قاب قوسين أو أدنى. 
أمّا الأقربون، وهم على ما يبدو، أكثر المستفيدين من إنهيار الهيكل فغير مستعدين لتقديم أي تنازل أو التراجع عن مواقف يعتبرونها مبدئية حتى ولو كان الخراب على كل المستويات معمّمًا، وهو بالتالي سيطال الجميع من دون إستثناء، ولن يميّز بين منطقة وأخرى. فهل هذا ما يريده هذا البعض؟ 
سعر صرف الدولار تخطّى عتبة الـ 28 ألف ليرة، مع ما يرافقه من فوضى غير مسبوقة في إرتفاع أسعار السلع بكل أصنافها، وقد أصبحت بالنسبة إلى البعض من المشتهيات. 
ما طالبت به النقابات العمالية منذ ما يقارب الأسبوع تقريبًا لجهة رفع الحدّ الأدنى للإجور إلى عشرة ملايين ليرة شهريًا لم يعد اليوم صالحًا، لأن هذه الحفنة من الملايين لم تعد تكفي لإطعام عائلة خبزًا حافًا. 
ماذا ينتظر هؤلاء المنتظرون والمتفرّجون على مآسي الناس، وهم غير مستعدين لأن يبلوا بطرف أصابعم ريق من يحترق على جمر الغلاء والتعتير؟ 
هل ينتظرون أن يسمعوا صرخة “وابصرتاه”، أو أنهم يستعدّون لقرب دنو ساعة الحقيقة، حيث لا تعود تنفع معها أفعال الندامة.