كان لافتا تصريح الرئيس ميشال عون امس والذي توجه فيه الى حزب الله معتبرا ان الحزب يخطئ وانه لا يستطيع السكوت عن الخطأ وتجاوز الدستور، ما يوحي بأن الخلاف الضمني والتمايز في وجهات النظر بين الجانبين انتقل الى العلن.
في العادة لا ينتقد الرئيس عون “حزب الله بل يترك هذا الدور الى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يتمايز عن الحزب اكثر من رئيس الجمهورية، ولديه هامش اوسع نظرا لكونه ليس المسؤول المباشر عن توقيع “وثيقة التفاهم”قبل سنوات.لكن تولي عون التصويب على الحزب، وان بديبلوماسية فائقة، دليل على ان محاولات معالجة الخلاف الحاصل حول القاضي طارق البيطار وتعطيل مجلس الوزراء فشلت، ووصلت الى طريق مسدود، ما اخرج التباين الى السطح.
لا يريد عون ان يكمل الاشهر الاخيرة من ولايته في ظل تعطيل الحكومة، خصوصا انه ينظر اليها بإعتبارها الحكومة الاخيرة في عهده، اذ ان حكومة ما بعد الانتخابات ستكون حكومة التمهيد للانتخابات الرئاسية ما يعني انه لن يستطيع من خلالها القيام بأي خطوات عملية.كما ان عون لا يستطيع الوقوف في وجه الرأي العام المسيحي المتعاطف بغالبيته العظمى مع القاضي البيطار وبالتالي حتى لو اراد عون مراعاة “حزب الله” فهو عاجز عن ذلك مع اقتراب الانتخابات النيابية، ورغبته في استعادة جزء من الشعبية التي خسرها.لكن السؤال الملح هل سيؤدي هذا الخلاف الى انفجار العلاقة بين التيار الوطني الحر والعهد من جهة وحزب الله من جهة اخرى؟ لا يبدو الامر كذلك، اذ ان التيار ليس قادرا على تجاوز التحالف الانتخابي مع حارة حريك في الانتخابات .كذلك، ليس في حسابات ميرنا الشالوحي او حتى بعبدا الطلاق مع حارة حريك، لكن قد يكون تظهير التمايز في قضية تعطيل الحكومة سلاحا جديا للضغط على الحزب من جهة، وللتنصل من اي مسؤولية مرتبطة بتسارع الانهيار المالي والنقدي الحاصل..