باسيل يخوض معارك نهاية العهد

16 ديسمبر 2021
باسيل يخوض معارك نهاية العهد

كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: لا يعرف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل العمل السياسي إلا من خلال المعارك والهجومات والحرتقات والتصريحات النارية. نادراً ما كان أداؤه سلساً أو خالياً من الاستفزاز. وهو لا يضيره هذا الوصف، لا بل يعتبره مدحاً في إطار تمايزه عن الآخرين، وأنه شاغل الناس والإعلام. في المحصّلة، وبغضّ النظر عما آلت إليه تجربته في السنوات الخمس الماضية، حين تكتب جردة عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لا يمكن إلا الكتابة عن حصيلة عمل باسيل في السنوات الست. وهو في السنة الأخيرة، وإن استنسخ تجربة عون في «النقار» السياسي المستمر، يخوض آخر معاركه السياسية كخط دفاع عن نفسه. وهنا بيت القصيد.

وحده بري لا يزال بالنسبة إليه العائق الأساسي، فيخوض معه معارك بالجملة والمفرق، فيما الحزب لا يزال وحده قابضاً على جنوح الطرفين نحو الاصطدام الكبير. لا يمكن للتيار أن يستسيغ موقف بري بعد حادثة عين الرمانة، وتجاوبه مع التهدئة، وتناغمه مع القوات في قانون الانتخاب. لكن المفارقة أن تصويب باسيل في قضية المرفأ، وفي حاكمية مصرف لبنان، والمنظومة السياسية، تطال بري من دون الثنائي. وهما ثنائي في النتيجة العملانية، وإن اختلفت مقاربتهما لملفات حساسة. فهو لا يزال يحاول اللعب على حبل التناقضات، وعدم استجرار مشكلة مع حزب الله، الناخب الأكبر في استحقاق رئاسة الجمهورية والحليف الاستراتيجي. وهذه نقطة ضعفه لدى خصومه، ونقطة قوته لدى حلفائه، لأنه في الحالتين يجمع تناقضات في موقفه، من بري وحزب الله في قضية واحدة، فيشن هجوماً على الأول ويحيّد الثاني. إلا أنه في سنته الأخيرة راعياً للعهد وساعياً إلى وراثته، سيكون أمام امتحانات أكثر حدة، فبري لن يتهاون، وخصومه المسيحيون كذلك، والعواصم التي ترعى استحقاق رئاسة الجمهورية لن تهادنه، وسيكون عاجلاً أم آجلاً أمام كشف أوراقه بطريقة أكثر وضوحاً.