بري يقطع الطريق على التمديد او التعطيل: الانتخابات النيابية حتما

16 ديسمبر 2021
بري يقطع الطريق على التمديد او التعطيل: الانتخابات النيابية حتما

لا يشفع للشعب اللبناني حجم معاناته الذي لامس حدود الانفجار في ظل الاستهتار الحاصل وانشغال بعض الأطراف بالحفاظ على مواقع السلطة ولو اضحت مؤسسات الدولة اشلاء.
 
أولى اهتمامات فريق رئيس الجمهورية في شهور العهد الأخيرة تكمن بالاستعداد لخوض معركة الولاية الجديدة، خصوصا في ظل الإشارات المباشرة حيال رغبة جامحة بإيصال رئيس جمهورية يشكل امتدادا طبيعيا للعهد الحالي وفق نظرية الرد على افشال العهد الأول بإنتخاب رئيس بمواصفات “عونية” كاملة.
 
في هذا المجال، لا بد من التوقف عند أبعاد موقف رئيس الجمهورية أمام نقابة المحررين و الداعي إلى الاستغناء عن كل الطبقة السياسية، و هذا ما يمكن تفسيره من باب رفض انقضاء العهد وخروج عون من الحكم منفردا، وهذا ما تفسره الاوساط السياسية على أنه تصعيد مبكر من قبل التيار العوني في سبيل فتح النقاش حيال الرئاسة الأولى قبل الذهاب إلى  الانتخابات النيابية.
 
بالمقابل ، عمد الرئيس بري إلى اقتناص الفرصة والرد على هذا التلميح المبطن  من خلال نقابة المحررين أيضا ، حيث شدد على حسم إجراء  الانتخابات في مواعيدها من باب التأكيد بأنها خارج النقاش و منفصلة عن الاستحقاقات الدستورية الأخرى ، ما يعني حصول  الانتخابات النيابية حتما وعدم ربطها بأي استحقاقات اخرى.
 
الاشتباك السياسي الحاصل بين حركة امل والتيار الوطني الحر يعكس حقيقة سياسية مفادها بلوغ الافق السياسي حد الترهل، دون القدرة على إنتاج حلول، ما يفتح الباب أمام تسجيل  تغييرات جذرية من بوابة الانتخابات النيابية التي أصبحت قدرا محتما بفعل اهتراء الداخل وضغوط الخارج.
 
هذا الأمر، لا يبدد المخاوف من احتمال لجوء فريق عون الى محاولة قلب الطاولة بشكل نهائي، خصوصا في ظل الامتعاض الشديد من تعطيل جلسات مجلس الوزراء ما يضاعف من خسارة العهد وتكريس صورته بكونه العهد الوحيد الذي انقضى دون حكومة وصفر إنجازات، وهذا ما تعكسه رسائل التهديد العوني بتعطيل مجلس النواب كرد مباشر على حزب الله، في ظل حدة الخطاب السياسي لدى نواب تكتل لبنان القوي.