بيروت الثانية.. الحريري اولا!

16 ديسمبر 2021
بيروت الثانية.. الحريري اولا!

لم تنطلق المعركة الانتخابية في دائرة بيروت الثانية بشكل جدي بعد، لكن مؤشراتها ومعالمها بدأت تصبح اكثر وضوحا بالرغم من ان تيار المستقبل لم يحسم قراره بعد بخوض الانتخابات النيابية بشكل رسمي وعلني.الاكيد ان المعركة في بيروت الثانية هذا العام لن تكون معركة تقليدية بين قوى الرابع عشر من اذار وقوى الثامن من اذار، اذ ان هذه التكتلات السياسية باتت تعرف حجمها الشعبي بشكل دقيق في بيروت، وهي، عمليا، غير قادرة على احداث تحولات نوعية في النتيجة.

لكن البعض داخل قوى الثامن من اذار يراهن على تراجع نسبة التصويت في العاصمة، لان ذلك سيكون بمثابة فرصة لحزب الله، الذي سيحافظ مع جمعية المشاريع الاسلامية على قدرتهما على تجيير عدد الاصوات ذاته، الامر الذي سيؤثر على النتيجة لصالحهما.بدوره، يحافظ تيار المستقبل في دائرة بيروت الثانية على جزء اساسي من كتلته الناخبة، وفق ما يؤكد اكثر من استطلاع رآي اجري مؤخرا، وهذا ما يبقيه القوة الاولى في الدائرة والاقدر على ايصال العدد الاكبر من النواب بالرغم من محاولة كثيرين مزاحمته على الساحة السنية البيروتية.

أُم هذه المعارك هي تلك التي يحاول رئيس تيار الحوار فؤاد مخزومي القيام بها، على اعتباره المنافس الاول المستقبل في الدائرة، لكن سقف هذه المعركة، في رأي خبير انتخابي، يبقى محدودا اذ لا يمكن لمخزومي، مهما تحسن واقعه الشعبي، ايصال اكثر من نائب الى المجلس النيابي يضاف الى مقعده هو.بمعنى اخر، يعتبر الخبير الانتخابي، ان معركة مخزومي لا ترقي لتكون معركة زعامة العاصمة بل تنحصر في اطار معركة على مقعد واحد سيتنافس عليه مع المستقبل، وليس محسوما ان يفوز به بالرغم من كل محاولاته التقارب مع المجتمع المدني في تكرار لتجربة النائب المستقيل نعمت افرام.وهكذا يتبين من الاجواء ان المعركة الانتخابية في العاصمة لن تؤدي الى تحول سياسي واضح، حتى ان مجموعات المجتمع المدني لم تتمكن من توحيد نفسها بعد ولم تبلور  الشخصيات يمكن ان يتشكل اجماع حولها لدى الرأي العام لترشيحها في هذه الدائرة…