لم يكن مستغربا ان تستحضر في الساعات الأخيرة مسألة “الطمأنة” الى قرار دولي بالحفاظ على الاستقرار في لبنان التي تحدث عنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس كوصفة للقلق المتصاعد حيال شلّ حكومته على ايدي شركاء أساسيين فيها بعد تساقط كل المساعي والجهود والوساطات لحمل الفريق المقاطع لمجلس الوزراء على انهاء هذه الازمة. ولم يكن استحضار رئيس الحكومة للمناخ الدولي بعيدا من الاستعدادات للزيارة التي سيقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة للبنان اعتبارا من بعد ظهر غد وحتى يوم الأربعاء المقبل في توقيت بالغ الدقة والتعقيدات.
واوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» انه مع اقتراب موعد عيدي الميلاد ورأس السنة فان لا أمل بانعقاد جلسة للحكومة، وبالتالي باتت اي مبادرة مطروحة مؤجلة إلى ما بعد العام الجديد، لكن من المتوقع عقد اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع قريباً اي قبيل حلول الاعياد ضمن اجتماع روتيني.
ولفتت المصادر نفسها إلى ان الرئيس ميقاتي الذي تحدث عن المظلة الدولية عكس في كلمته الاهتمام الدولي بالوضع في لبنان ملاحظة استمرار الدعم لحكومة الرئيس ميقاتي والذي يظهر في اكثر من مناسبة.
وكتبت” البناء”: استبعد مرجع وزاري سابق ودبلوماسي حالي حصول انفراجات أو تطورات دراماتيكية باتجاه التوصل إلى حلول للوضع المعقد في لبنان، مشيراً إلى أن «كافة الحلول التي يجري العمل عليها هي قصيرة المدى وليس بعيدة المدى وقد تتغير أو تتعثر في أي لحظة». وإذ لم ينفِ المرجع المؤثرات الخارجية على الساحتين الإقليمية والدولية والمفاوضات الدائرة حول قضايا النزاع الساخنة على مجمل الوضع اللبناني، لفت إلى إمكانية الفصل بين الشؤون الداخلية المالية والاقتصادية وبين الصراع الإقليمي والدولي والمواجهة مع حزب الله قدر الإمكان، إذا ما توافرت الإرادة والنية لدى المسؤولين في لبنان وهذا الخيار تؤيده فرنسا وتسعى إليه»، ولفت إلى تداخل التأثير الخارجي وتضارب المصالح الداخلية، محذرة من «ربط الحل في لبنان بالمفاوضات النووية في فيينا التي قد تطول لأشهر وقد تتعثر بسبب التناقضات الدولية»، موضحاً أن الدول لا تتبع سياسات ثابتة بل تتغير وفق مصالحها».