أثارت زيارة خالد مشعل إلى لبنان برمزيته الفلسطينية و الإسلامية الكثير من الالتباس، في حين ان حجم التوضيحات ضاعف الشكوك في ظل القلق المتنامي على الاستقرار في لبنان بما في ذلك وضع المخيمات الفلسطينية.
تبين حجم اللغط منذ وصول مشعل إلى بيروت مع الوفد المرافق، إثر توضيح “حمساوي” بكونه لا يشغل مطلقا موقعا تنظيمي في حركة حماس راهنا وان زيارته خارج سياق جهد دور الحركة وحضورها في العالم ، مع الغمز من علاقته الوطيدة مع الدول الداعمة لفلك “الاخوان المسلمين” وتحديدا قطر وتركيا.فاتحة لقاءات مشعل اللبنانية كانت مع الأمين العام للجماعة الإسلامية عزام الايوبي ، و لا يخفى على احد الجهد الاستثنائي في توسيع تمثيل الجماعة داخل مجلس النواب واستعادة تجربة الكتلة النيابية ، لكن أبرز المعوقات تكمن في حدة التناقضات بين الاحزاب و الحركات الإسلامية لبنانيا، فضلا عن طغيان الطابع الإخواني في صورة الجماعة و التي يجعلها في دائرة الخصومة مع جهات إسلامية فاعلة.
زاد منها اللقاءات التي أجراها مشعل مع قيادات لبنانية و فلسطينية حيث اتخذت الطابع الخجول بالمقارنة مع رئيس المكتب السياسي الحالي اسماعيل هنية منذ أشهر ، لناحية الحفاوة البالغة كما باهتمام الاطراف الداعمة للقضية الفلسطينية وفي المقدمة حزب الله.طغى الفتور على تعامل حزب الله مع قدوم مشعل، رغم تاكيد جهات فلسطينية دور الحزب الفاعل و واصراره على الدخول على خط ضبط الوضع في مخيم البرج الشمالي بعد التفجير الغامض والاشتباك المسلح بين أنصار حماس و الامني الوطني الفلسطيني، وتتقاطع معلومات بأن حزب الله نجح بوساطة سريعة في رأب الصدع والحؤول دون توسيع رقعة الخلاف بين حماس و فتح.ما زاد الطين بلة، تسريب رفض حزب الله تحديد موعد لمشعل مع الأمين العام السيد حسن نصر الله لأسباب تتعلق بدور مشعل في الازمة السورية، و هي ضربة عنيفة ساهمت إلى حد بعيد بتفريغ الزيارة من اي مضمون يتعلق بالعنوان الفلسطيني سواء في الشق المتعلق بوضع المخيمات لبنانيا او بالمستجدات داخل الاراضي الفلسطينية مع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية.
ينبغي التذكير هنا، بدور المراجعة الشاملة التي أجرتها حماس والتي دفعتها لإعادة ترتيب علاقتها مع إيران والتمايز عن قطر وادت إلى أبعاد مشعل عن سدة القيادة وتسليم هنية ، وسط معلومات عن ادراك الحركة فداحة انخراطها في القتال إلى جانب مجموعات إسلامية تدور في فلك اخوان سوريا بوجه محور المقاومة، مع العلم بان الحركة حققت انتصارات ميدانية أبرزها مخيم اليرموك على أطراف العاصمة دمشق.