بلدنا في حال انهيار وانحدار وفي وضع مالي وصل إلى أسوأ مرحلة في تاريخه

18 ديسمبر 2021

رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “بلدنا يحتاج إلى التهدئة وتخفيف حدة المناكفات والاتهامات، فضلا عن التروي، والتبصر في ما آلت إليه الأمور، وإلى وضع معالجات جادة لإنقاذ ما يمكن أن ننقذه، فالبلد ليس ميؤوسا منه، وهو قادر على النهوض، ولكنه يحتاج إلى نوع من التعاون، ووضع الخطط العملية، والخروج من كل الحسابات الضيقة، وعدم المراهنة على الخارج، لأنه منذ 40 سنة وهذا الخارج يستهدف هذه المقاومة وهذه البيئة، ولم يحصد إلا الفشل والخيبات، واليوم لا الحصار ولا العقوبات ولا الانتخابات ولا كل ما نراه من ضجيج وتضليل وتحريض، يمكن أن يغير المعادلة الداخلية، لأنها مبنية على قواعد شعبية، وهذه المقاومة قوتها من قوة شعبها وحقها وجهادها في سبيل حماية الوطن، وفي سبيل النهوض ببلدنا”.

 
كلام فضل الله جاء خلال رعايته حفل “تسليم حقل طلوسة السلوقي” بعد تنظيفه من الألغام والقنابل العنقودية من قبل جمعية “أجيال السلام”، والذي أقامته الجمعية في قاعة مركز اتحاد بلديات جبل عامل ببلدة الطيبة الجنوبية، في حضور رئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام العميد الركن جهاد البشعلاني، رئيس الاتحاد علي طاهر ياسين، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في “حزب الله” عبد الله ناصر، رئيس الجمعية منصور منصور، وعدد من الفاعليات والشخصيات، وعناصر من الجمعية.
 
وقال: “للأسف هناك تغييب للمبادرات، وهناك من يقفل الأفق أمام المعالجات والخيارات، ونرى أن هذا الانسداد الكبير سببه أحيانا سلوكيات لأفراد، وهذا ما نراه في القضاء والسياسة وفي أماكن مختلفة، وهذا الانسداد في الأفق يعمق الأزمة، ويزيد من الآثار السلبية التي تحتاج على الأقل إلى التخفيف منها”.
 
وأضاف: “إننا نواجه في بلدنا أزمات كثيرة، والمواطن يحتاج إلى حلول ومعالجات، وبالتالي، فإن كل هذه السجالات والاتهامات لا تقدم حلولا للناس، وإنما تعمق المشكلة، وتقفل الأبواب أمام المخارج التي علينا جميعا أن نعمل لنقدمها للبنانيين، لأن لبنان يحتاج إلى تعاون الجميع، وهو قائم على الشراكة الوطنية،  ولا ينهض إلا بتفاهم قواه الأساسية”.
 
وأسف ل “الانحدار في الخطاب السياسي عند بعض القوى، التي تريد أن تقدم أوراق اعتماد لدى محور معاد، لتكسب بعض العطاءات أو النفوذ على حساب الوضع السياسي كله في البلد، وعلى حساب الاستقرار والأمان العام”.
 
وقال: “إننا نرى في لبنان من يسارع إلى تقديم أوراق اعتماد من أجل الحصول على تمويل من هنا أو هناك، ويقدم الكرامة والسيادة والمصلحة الوطنية والالتزام الوطني، من أجل أن ترضى عنه هذه الدولة أو تلك، خصوصا ونحن أمام معركة انتخابية يريد البعض أن يغير فيها الهوية السياسية للبنان، ولكن مثل هؤلاء يتوهم أنه يستطيع الانقلاب على المعادلات الوطنية التي عنوانها الأساسي الشراكة بين الفئات اللبنانية المختلفة”. 
 
وتابع: “إن بلدنا في حال انهيار وانحدار، وفي وضع مالي واقتصادي وصل إلى أسوأ مرحلة في تاريخه، وفي الوقت نفسه هناك من يعمل لتحقيق مكتسبات سياسية ولديه حسابات ضيقة”.
 
ولفت إلى أن “جمعية أجيال السلام تقدم اليوم نموذجا وطنيا عن الجمعيات العاملة في سبيل خدمة الإنسان وحمايته واستعادة أرضه واستثمارها، وهذه الجمعية بالتعاون مع الجيش والبلديات واتحاد البلديات، تواصل العمل المقاوم الذي تستكمل فيه ما أنجزته المقاومة في الميدان، ونحن هنا أمام تكريس لهذه المعادلة الوطنية، ألا وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، التي نراها في هذه الحقول والعطاءات المشتركة، ونراها أيضا من خلال هذا التعاون والتكامل المستمر الذي نريده أن يبقى، لتستمر عملية تنظيف الحقول، ولنواصل معا استعادة هذه الأرض الطيبة إلى أهلها”.
 
وأضاف: “أبقينا في الموازنة العامة على قانون برنامج، وصوتنا مع بقية زملائنا المهتمين بقضية نزع القنابل العنقودية والألغام على أن يبقى التمويل من الموازنة، وفي الموازنات المقبلة إذا أقرت إن شاء الله، سنبقى على هذا الإصرار، ليبقى بند التمويل من الموازنة، وهو بند مساعد لهذه المهمة الوطنية الإنسانية، علما أن مبلغ التمويل كان بحدود 50 مليار ليرة عندما كان سعر الدولار 1500 ليرة، ولكن بسبب وضع العملة اليوم، فإننا نحتاج إلى زيادة كبيرة لتمويل هذه المهمة”.
 
وأكد فضل الله أننا “نقوم من جهتنا بما نستطيع أن نقوم به، وهذا العمل الذي بين أيدينا هو نموذج مما نقوم به على المستوى العملي المباشر، وهناك أيضا نماذج أخرى يطول الحديث عنها، ولكن ما نقوم به هو للمساعدة والتخفيف من حدة الأزمة، أما العلاج فيكون من خلال الدولة عبر مؤسساتها المختلفة، وهذه الدولة هي الملجأ الذي يجب أن يلجأ إليه كل الناس والقوى السياسية، لنعيد بناء اقتصاد وطني منتج، ولنعيد الانتظام لماليتنا العامة، وإلى مؤسساتنا الدستورية”.