“التيار” يلعب على الحدّ بين “معركة شعبوية” أو “تحالف اكثري”

18 ديسمبر 2021
“التيار” يلعب على الحدّ بين “معركة شعبوية” أو “تحالف اكثري”

لعل الخاسر الاكبر من الخلاف المتزايد والمتصاعد بين العهد والرئيس نبيه بري هو حزب الله. فالحزب الذي لديه، في السياسة، اشياء يخسرها، بات اليوم ينظر الى بعض اوراق قوته تتطاير في الهواء من دون ان يتمكن من الحفاظ عليها مع اقتراب الانتخابات النيابية المقبلة.

احدى اهم اوراق حزب الله في المرحلة المقبلة، هي تمكنه من الحفاظ على كتلة سياسية صلبة متحالفة حول فكرة السلاح ، وإن اختلفت قواها حول قضايا اخرى، وهذا ما يمكنه من نسج تحالفات كبرى تشمل العملية الانتخابية ما يعطي قوى الثامن من اذار الافضلية على خصومها “المشتتين” نظريا.لكن الخلاف الحاصل اليوم بين حركة امل والتيار الوطني الحر وتوقيته الحساس على مسافة اشهر قليلة من الانتخابات النيابية يهدد اصل وجود تحالف انتخابي بين التيار وقوى الثامن اذار التي لن تستطيع الانفصال عن حركة امل، بالرغم من حاجتها للتيار قويا لضمان الفوز بالاكثرية. 

يلعب التيار على حافة الهاوية، فاما يربح كل شيء او يخسر كل شيء. اما يربح معركة اعلامية شعبوية ضد حركة امل في الشارع المسيحي، اضافة الى معركة النفوذ والسلطة في الدولة ويضمن التحالف مع حزب الله من دون التنازل عن خطابه السياسي المنتقد لامل، او يخسر كل ما سبق.لكن خسارة التيار ستكون مكلفة هذه المرة، خصوصا انه، وبحسب كل الخبراء بحاجة لتحالفه الانتخابي مع الحزب ليتمكن من تثبيت واقعه النيابي، ما يعني ان استمراره بالاشتباك مع حركة امل قد يضعه امام خيارين اما التنازل الفج عن خطابه السياسي امام جمهوره ما قد يسبب له بخسارة جدية او خوض الانتخابات من دون التحالف مع “الثنائي”.يحاول التيار عدم اظهار حاجته للتهدئة مع الحركة فيهرب الى الامام، حتى انه يهدد بتصعيده الاعلامي والسياسي، التسوية التي كانت ستنقذه من تصويت المغتربين في الدوائر الـ١٥، اذ يقترب المجلس الدستوري من انهاء المهلة التي لن يعود بعدها قادرا على النظر بالطعن المقدم من التيار حول الدائرة ١٦ ما يعني ان التسوية المنشودة بين الرئيس نبيه بري ورئيس التيار جبران باسيل قد تذهب في مهب الريح..

في المقابل تجد حركة امل نفسها اكثر قدرة على المناورة وعلى مواجهة التيار خصوصا ان استنزاف العهد يضع التيار الوطني الحر تحت ضغط  ضرورة تحقيق الانجاز، في المقابل فإن استمرار هذا الاستنزاف يشكل حاجة لخصومه ومن بينهم امل. لا شك بأن التيار يحاول المخاطرة بكل الاوراق السياسية والاعلامية لكي يحسن شروطه التفاوضية مع حلفائه، فهل ينجح؟