حتى الساعة لم يقم “حزب الله” بأي ردود فعل جدية سياسيا او اعلاميا على عدة امور حصلت في الايام الماضية وطالته بشكل مباشر، بل إلتزم الصمت، في انتظار كلمة متوقعة للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله كما يقول بعض المقربين.
لكن الحزب الذي لا يزال يشتري الوقت من دون خوض اي اشتباك سياسي او ميداني او شعبي في الساحة اللبنانية، بات يتعرض لضغوط عدة من حلفائه وخصومه لكي يعود الى الحكومة خصوصا في ظل جو عام سائد يحمّل مسؤولية استمرار التدهور لفعل التعطيل.يرى الحزب ان ورقة الضغط الوحيدة التي يملكها للوصول الى اهدافه في قضية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار هي الحكومة، وعليه فهو يضع كل الاعتبارات جانبا في كباشه السياسي هذا، فالضغوط الشعبية في بيئته يمكن تحملها وكذلك ضغوط حليفه العوني.
لكن التيار الوطني الحر اوحى امس في بيانه بأنه يتجه الى مستوى جديد من التصعيد مع حليفه وان حزب الله او الثنائي الشيعي يريدان “حشر” رئيس الجمهورية ودفعه الى المساهمة بضرب دور مجلس الوزراء، وبالتالي هذا يعني إن التيار حسم موقف الرئيس الذي لن يتخطى الحكومة، “ومن يريد تنفيذ بعض القرارات او توقيع قرارات اخرى عليه وقف مسار التعطيل” .في بيان التيار ايضا، غمزٌ من قناة التقارب بين بعبدا والسراي الحكومي واشهار لهذا التقارب، الامر الذي يضع “حزب الله” امام ضغط كبير في ظل توافق الرئيسين عون وميقاتي على ضرورة وقف تعطيل الحكومة..هل تؤثر هذه الضغوط على الحزب؟ بعض المقربين من حارة حريك يرون انها تنظر للاشتباك الحالي في قضية تحقيقات المرفأ بإعتباره اشتباكا مباشرا مع الاميركيين ولا يمكن التنازل فيه قبل تحقيق المطالب المعلنة، اي كف يد القاضي طارق البيطار.
ما يعني ان الحزب سيتحمل التمايز بينه وبين العهد، لا بل هو قادر على تحمل التوتر في العلاقة معه، اذا كان البديل هو الانكسار السياسي امام الاميركيين في مثل هذه اللحظة السياسية الحساسة في تاريخ المنطقة.