هدايا العيد… لمن استطاع اليها سبيلا!

20 ديسمبر 2021
هدايا العيد… لمن استطاع اليها سبيلا!

كتب رضا صوايا في الاخبار:
 
هدايا “بابا نويل” بالـ”فريش” لمن يمتلكه. أما “جماعة الليرة” فلا عيد لهم. من يشتري منهم هدايا فبِشَقّ الأنفُس، وبكلفة عالية لا تتناسب وقيمة الهدية “الأقل من عادية”

حتى الفرجة أصبحت ترفاً. ولّى زمن التجول من مول  إلى آخر لـ”تغيير الجو’، والتفرج على الزينة واستطلاع السلع والأسعار. “أبسط هدية تساوي سعر تنكة بنزين. يعني إذا أمّنّا سعر الهدية ما بيعود فينا نعبّي بنزين والعكس صحيح. ولشراء لعبة لم تكن يوماً تفكّر بشرائها ستدفع بين 600 ألف ليرة و700 ألف” على ما تشكو إحدى السيدات. هذا عدا عن أن الأولوية هي للطعام والدواء وغيرهما من الضروريات، “وإذا اشترينا هدايا، قد لا نكون قادرين على تأمين عشاء الميلاد”. وهو ما يشير إليه تقرير لـ”يونيسف”، صدر في تموز المنصرم، وجاء فيه أن “77% من الأسر في لبنان تفتقر إلى ما يكفي من طعام، فيما 30% من الأسر لديها طفل واحد على الأقل تخطّى إحدى وجبات الطعام الأساسيّة». كما أن «60% من الأسر عمدت إلى شراء الطعام من خلال مراكمة الفواتير غير المدفوعة أو اقتراض المال”.
بعيداً عن الأسواق، تحاول بعض العائلات إيجاد بدائل للتعامل مع الأزمة وتمرير العيد بـ”أقل ضرر ممكن”، بحسب رلى، وهي أمّ لولدين، موضحة أنها وجاراتها وأمهات في مدرسة أولادها “اتفقنا على تبديل الألعاب بين بعضنا البعض. كل واحدة تعرض ما لديها من هدايا لم يعد أولادها يحتاجون إليها، ومن ترغب تختار مجاناً. ليس علينا إلا شراء الـ emballage وتغليف الهدية”.زينة العيد في المنازل تعكس واقع الحال، مع تناقص عدد كرات شجرة الميلاد إلى أقل من أصابع اليد الواحدة في كثير من البيوت. إذ إن “سعر كرة الزينة يتراوح بين 42 ألف ليرة و75 ألفاً، فيما كان سابقاً لا يزيد على 6500 ليرة. وبعض الزبائن يكتفون بكرتين أو ثلاث فقط”، بحسب مصطفى النقوزي المدير في متجر “كادو غملوش”. أما سعر الشجرة “فيصل إلى مليونين ونصف مليون ليرة للكبيرة، و250 ألفاً للصغيرة بعد الحسم، علماً بأن سعرها يبلغ 650 ألفاً”. ويلفت النقوزي إلى أن “عدد من يقصدوننا للفرجة فقط كبير للغاية بشكل لم نشهده سابقاً. لكن الغالبية لا يشترون، ومن يشتري يبحث عن الأرخص”، مشيراً إلى أن 400 ألف ليرة في “أيام العز” كانت “فوّل السيارة بالهدايا، فيما لا تكفي اليوم لشراء سيارتين صغيرتين”.