حزب الله غير مهتم كثيرا

20 ديسمبر 2021
حزب الله غير مهتم كثيرا

تقاطعت التحليلات التي تزامنت مع زيارة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس الى بيروت عند فكرة اساسية تقول بأن هناك اهتماما دوليا لافتا بلبنان، وان هذا الاهتمام ينعكس اليوم بزيارة غوتيريس وستنعكس لاحقا بمساعدات تقدمها الدول المختلفة.

لكن زيارة غوتيريس لا يمكن فصلها عن المسار السياسي الحاصل في المنطقة، اذ ان التسويات التي تلوح في غير ساحة يجب ان تشمل لبنان الذي يمسك بملفات عدة، منها الصراع مع اسرائيل والثروة الغازية وحضور حزب الله ونفوذه وغيرها.في الشكل، وبحسب مصادر مطلعة، فإن زيارة غوتيريس الى بيروت ستأخذ منحى اقتصاديا معيشيا، وستظهر رغبة الامم المتحدة والدول كافة بوقف الانهيار في لبنان، لكن مضمون الزيارة قد يكون مرتبطا بالمساعي الاممية لحل العديد من القضايا العالقة في لبنان قبل الذهاب الى عملية الانقاذ.

تقول المصادر ان ما يحمله الامين العام للامم المتحدة من عناوين عامة هي في الواقع القضايا الخلافية بين عدد من الدول وحزب الله، من ترسيم الحدود الى واقع اليونيفيل وصولا الى ضبط الحدود اللبنانية-السورية ومنع التهريب.يرى حزب الله ان قضية اليونيفيل في يد الامم المتحدة وهو ملتزم بشكل كامل بالقرار ١٧٠١، وليس في وارد القيام بأي خطوات تعرقل عمل القوات الدولية، لكنه في المقابل لا يزال عند موقفه الرافض لاي تعديل في مهامها حتى لو كان الثمن انسحابها في لبنان، وهذا امر ابلغ به الجانب الفرنسي اكثر من مرة.بات الحزب يتعامل بدبلوماسية اكبر مع الجانب الدولي لكنه  لا يزال يشكك في موضوعيته، ولا يزال ايضا يعتبر بعض القرارات الدولية قرارات عدائية وتخدم اسرائيل، ما يعني بأن التعامل السلس في بعض جوانبه لا يعني انه سيشمل القبول بالقرارات الدولية “المجحفة”.
اما في ملف ترسيم الحدود البحرية فقد اعلن الحزب موقفه عبر امينه العام مرات عدة، اذ سيلتزم بما تعترف به الدولة اللبنانية، وهو عمليا ليس معنيا بعرقلة هذا المسار، لكن التفاؤل بموقف الحزب هذا بإعتباره مرتبطا بدور سلاحه او مدخلا لوضعه جانبا، قد يكون في غير محله، اذ ان الحزب مصر على رسم قواعد الاشتباك العسكرية بما تسمح به معادلات القوة، وليس المعادلات والتسويات الاقتصادية، ما يعني ان الرهان على ان يؤدي بدء التنقيب عن الغاز في البلوكات الجنوبية الى فتح باب للتسوية او للهدوء المستدام على الجبهة الجنوبية سيكون خاسرا.كما ان المساعي الاممية لوقف التهريب من سوريا واليها لا تزعج الحزب، خصوصا ان اجراءات عملية قامت بها دول كبرى عند الحدود اللبنانية السورية من دون ان تتمكن من عرقلة نقله للسلاح،  هذا ما فشلت به ايضا اسرائيل عبر غاراتها على سوريا.لا يتعاطى الحزب بإهتمام كبير مع الزيارة الاممية الى بيروت، فهي قد تكون جزءا من المسار الهادف الى جس نبضه في قضايا حساسة عديدة، كما انه عملية تزخيم لقوى التغيير قبل الانتخابات النيابية المقبلة لزيادة حظوظها وتحشيد قواها الانتخابية.