كتبت هديل فرفور في الأخبار:
مع نهاية السنة الجارية، تكون نسبة المُقيمين في لبنان ممن يعيشون في فقر متعدّد الأبعاد قد تضاعفت إلى 82% في مقابل 42% في 2019، وفق تقديرات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، في تقرير أصدرته في أيلول الماضي بعنوان «الفقر المتعدّد الأبعاد في لبنان: واقع أليم وآفاق مبهمة»، يبحث في المفهوم الأوسع للفقر؛ أي ذلك الذي يأخذ في الاعتبار مختلف الظروف المعيشية والأنواع المتعدّدة من الحرمان.
اللافت هو ما تُشير إليه الدراسة لجهة ارتفاع نسبة «الفقر المدقع المتعدّد الأبعاد»، أي حالة الحرمان في بُعدين أو أكثر من أبعاد الفقر على ما توضح الباحثة المساعدة الأولى في اللجنة سما الحاج سليمان لـ«الأخبار»، مُشيرة إلى أن تصنيف الفقر المدقع يستند إلى مقياس حاصل الحرمان، «وكلما زاد الحرمان في الأبعاد زاد الحاصل». ووفق نتائج الدراسة، فإن الفقر المدقع المتعدّد الأبعاد أصبح يطاول نحو 34% من السكان «وفي بعض المناطق اللبنانية أكثر من نصفهم». كذلك، لفتت الدراسة إلى أن الأزمة جعلت نسبة الفقراء من ذوي أعلى درجات التحصيل العلمي تقارب نسبة الفقراء من ذوي أدنى الدرجات، ذلك أن معدل الفقر المتعدّد الأبعاد بلغ 63% في صفوف الطلاب الجامعيين و87% بين الطلاب من ذوي أدنى مستويات التحصيل العلمي. وتلفت الحاج سليمان إلى أن نسبة الفقر المتعدّد الأبعاد كانت تبلغ عام 2019 نحو 14% في أوساط حملة الشهادات الجامعية، ونحو 53% في أوساط المجموعات التي لا تملك شهادات تعليمية، ومع ارتفاع النسب بهذه الطريقة «يتبين أن الأزمة ساوت بين المجموعتين وستطاول مختلف الشرائح».
كذلك ارتفعت نسبة الأسر المحرومة من الرعاية الصحية إلى 33%، ونسبة الأسر غير القادرة على الحصول على الدواء إلى أكثر من النصف. ووفق الحاج سليمان فإن غالبية المُقيمين في لبنان عانوا بالدرجة الأولى من الحرمان في الصحة، ثم الخدمات العامة، فالعمل، والدخل. ولفتت الدراسة إلى أنه مع تفاقم هجرة الأدمغة من مهنيين وغيرهم، ارتفعت نسبة الأسر الفقيرة المحرومة من فرص العمل إلى 13% (ما يوازي 160 ألف أسرة). كما ارتفعت نسبة كبار السن الذين يعانون من الفقر المتعدّد الأبعاد ارتفاعاً حاداُ من 44% عام 2019 إلى 78% عام 2021.%74 نسبة الفقر الماديأشارت الدراسة إلى أن الصدمات المتداخلة لسعر صرف الليرة «الذي كان ثابتاً منذ مطلع القرن»، ولّدت ضغوطاً هائلة، فانخفضت قيمة العملة وارتفعت معدلات التضخّم في الفترة من حزيران 2019 إلى حزيران من هذا العام بنسبة 281%. وعليه، تفاقم الفقر إلى حدّ هائل في غضون عام واحد فقط، إذ أصبح يطال 74% تقريباً من مجموع السكان، علماً بأن تقديرات دراسة سابقة لـ«إسكوا» أشارت إلى أن الفقر في عام 2020 طاول 55% من السكان تقريباً في مقابل 28% عام 2019.630000 أسرة لا تحصل على الدواءبحسب الدراسة، ارتفعت نسبة الأسر الفقيرة غير القادرة على الحصول على الدواء إلى أكثر من النصف (52%)، أي ما يعادل 630 ألف أسرة. وارتفعت نسبة الأسر الفقيرة المحرومة من الرعاية الصحية من 9% عام 2019 إلى 33% عام 2021، أي ما يوازي 400 ألف أسرة من أصل مليون و210 آلاف أسرة في جميع المحافظات.