ثمة قناعة راسخة ان حسابات حزب الله حيال الوضع اللبناني ترتبط بشكل وثيق بالبعد الإقليمي ومستجدات الحل الدولي، ما يعني عدم تسجيل تقدم والانشغال بدوامة الهموم المحلية.يتفرّد حزب الله بميزة توقيت الحلول او تعقيدها على إيقاع الوضع في المنطقة، في الوقت الذي تسعى معظم الاطراف الى احتساب التعامل مع الانتخابات النيابية بمضامينها المستقبلية ، و ليس من قبيل الصدفة متابعة مناقشات المجلس الدستوري حول الطعن الذي قدمه التيار الوطني الحر والتريث المشوب بقلق.
حسابات حزب الله في مكان آخر، لذلك ينفرد رئيس مجلس النواب نبيه بري بادارة عملية التصدي ، ان لم نقل الاشتباك السياسي، بينما يتولى الحزب متابعة المستجدات في الإقليم والعالم .لذلك من الصعب وفق مصادر متعددة تحقيق مطلق تقدم في معالجة الازمة الداخلية خارج سياق صفقة متكاملة مع إيران تتعلق بترتيب جملة من الملفات من بينها لبنان.
من البديهي ان يتعارض ذلك مع مصلحة الخصوم خصوصا “التيار الوطني الحر”، الذي لا يستطيع تحمل عرقلة عمل حكومة وعدم حفظ ماء وجه عهد عون الرئاسي في الأشهر الأخيرة منه ، كما حالة الانحسار العامة التي قد تلحق به خسائر فادحة خلال الانتخابات النيابية المقبلة .يسعى النائب جبران باسيل الى طرح الملفات دفعة واحدة أمام حلفائه ، كما خوض معارك شاملة مع خصومه، فالوقت الضاغط لم يعد يتيح له الكثير من الخيارات والهوامش ، ما يستدعي التقاط ما يمكن من فرص وليس محاولة تسجيل إنجازات تصب في خانة طرح تجديد عهد عون في صيغ أخرى.لذلك، يؤكد قطب سياسي أمام زواره استحالة استعداد حزب الله لمناقشة الانتخابات الرئاسية بمعزل عن مفاوضات البرنامج النووي الايراني في فيينا، ومن سوء حظ لبنان انها تشهد عراقيل بارزة ومن الصعب حسمها خلال الاشهر القليلة المقبلة، ما يعني حكما بقاء نهج التعطيل على حاله ما ينعكس مزيدا من التدهور في معيشة اللبنانيين وبلوغه مستويات خطيرة.