عقد وزير البيئة ناصر ياسين اليوم اجتماع عمل في وزارة البيئة لعرض تقرير واقع حرائق الغابات والرقعة الخضراء في لبنان وسبل الوقاية منها.
وشارك في اللقاء ممثل وزير الداخلية مدير الدفاع المدني العميد ريمون خطار ومدير وحدة ادارة مخاطر الكوارث في رئاسة مجلس الوزراء زاهي شاهين ومدير التعاون العسكري المدني في الجيش اللبناني العميد الركن ايلي ابي راشد وممثلون عن الوزارات والإدارات المعنية في إدارة خطر الحرائق وممثلون عن بعض المنظمات الدولية والجمعيات غير الحكومية وأكاديميون وخبراء في مجال إدارة الغابات والوقاية من الحرائق.
وافتتح اللقاء بكلمة لوزير البيئة تحدث فيها عن “أهمية النظم البيئية للغابات في لبنان والتي تلعب دورًا مهمًا في دعم التنوع البيولوجي وتوفير مجموعة متنوعة من السلع والخدمات البيئية”.
وأشار “إلى تأثيرات حرائق الغابات على الغطاء الأخضر للبنان في السنوات الماضية حيث شهد لبنان بعضاً من أسوأ مواسم الحرائق من ناحية حجم المساحات المحترقة وكثافة النيران التي تسببت بآثار مدمرة ليس فقط على البيئة الطبيعية ولكن أيضًا على سبل عيش المجتمعات المحلية”.
وقدّم الوزير ياسين تقرير الحرائق للفترة الممتدة بين عام 2008 وعام 2021 حيث تمّ تسجيل 2249 حريقاً واحتراق 21674 هكتاراً ، وهذا التقرير هو ثمرة عمل تعاوني منذ عام 2013 بين وزارة البيئة ومعهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند في ما يتعلق بإصدار تقارير سنوية عن حرائق الغابات في لبنان، بناءً على البيانات المقدمة من قبل قوى الأمن الداخلي وفق النموذج الموحد لاستمارة الحرائق والصادر بقرار من رئاسة مجلس الوزراء رقم 256 بتاريخ 1/3/2008.
وشدّد على “أن التقرير المنجز يأتي تماشياً مع أبرز المتطلبات الفنية للاستراتيجية الوطنية لإدارة حرائق الغابات في لبنان (المصادق عليها بقرار مجلس الوزراء رقم 52 تاريخ 13/5/2009) من خلال العمل على توحيد معلومات وبيانات الحرائق كوسيلة لتمكين الجهود المبذولة لفهم أفضل لمشكلة حرائق الغابات في لبنان”، شاكراً في ختام كلمته “كل الجهود المبذولة في إنتاج هذه التقارير السنوية عن الحرائق، وخاصة تلك من أعضاء فريق وزارة البيئة وجامعة البلمند”.
كذلك، تقدم “بالشكر لمديرية قوى الأمن الداخلي لمساهمتها في تعبئة البطاقة الموحدة للحرائق”، وأشاد “بالجهود التي تبذلها جميع الوزارات والمؤسسات المعنية في الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها”.
وبعدها، عرض مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند الدكتور جورج متري لأبرز نتائج تقرير الحرائق بين عام 2008 وعام 2021 حيث بلغ إجمالي مساحة الحرائق الموثقة 21674 هكتارًا و2249 حريقًا أساسياً ومتوسط مساحة محترقة سنويًا تقارب ال 1449 هكتارًا.
وتناول ايضاً في كلمته شرحاً مفصلاً لأبرز أسباب الحرائق في لبنان ومدى تأثير التغير المناخي على اتساع رقعة الحرائق كما عرض لتفاصيل التوزع المكاني والزمني للحرائق في الأعوام الماضية.
ومن ثم، ناقش المشاركون أبرز الخطوات التي يجب اتخاذها لتحسين ظروف الوقاية من الحرائق من خلال دعم الاستجابة الوطنية والمحلية بما في ذلك تحديث الاستراتيجية الوطنية للحرائق، ووضع قانون محدّد لحرائق الغابات، وتنفيذ إجراءات نموذجية لمنع حرائق الغابات واستعادة الأراضي المحترقة وتأهيلها، وتعزيز القدرات التقنية في إدارة مخاطر الحرائق من بين أمور أخرى وبالتالي التحضر بشكل أفضل ومنذ اليوم لموسم الحرائق المقبل.
بعد ذلك، جرى نقاش حول سبل الوقاية من الحرائق وعرض مدير الدفاع المدني لواقع الدفاع المدني وتجهيزاته، وأوضح “أن المديرية لديها متطوعون في أماكن يصلون بسرعة إلى مكان الحريق بسرعة ولكن هناك مناطق لا يوجد فيها متطوعون فنضطر لاستقدام متطوعين من أماكن أخرى”. وتحدث العميد خطار عن “اصطدام موضوع تثبيت عناصر الدفاع المدني بعقبات مالية”، وقال: “نحاول مع وزير الداخلية الحالي العمل على هذا الامر”.
ولفت الى “ان موازنة الدفاع المدني تكاد لا تكفي لتصليح الآليات التي يعود عمرها الى 20 سنة كما تكاد لا تكفي لدفع الرواتب وشراء المحروقات فكيف بالوضع الحالي في ظل التدهور المالي والاقتصادي”. واعتبر ” ان 99 في المئة من الحرائق من صنع الانسان عن قصد او غير قصد، وعندما يندلع حريق في منتصف الليل فهذا ليس ناتجاً عن زجاجة”، مشدداً على “ضرورة وضع البلديات برك مياه اصطناعية وشق طرق في الاحراج “، وقال: “استدركنا الامر واشترينا 27 بركة اصطناعية ساعدتنا في تزويد طوافات الجيش بالمياه في الحرائق الاخيرة”.
ونوّهت مداخلات بتوقيت عقد هذا الاجتماع في هذا الوقت رغم الحرائق السياسية في البلد وعدم انتظار وقوع الحرائق في الصيف للتحرك.