كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: لن يخوض حزب الله مواجهة مع التيار الوطني. والأخير يرفع السقف مطمئناً إلى العلاقة الاستراتيجية التي لا تزال موجودة، في وقت يدرك فيه أنه لا يستطيع أن يخوض الانتخابات وحيداً من دون حليفه .
فالمرحلة الآنية هي، مبدئياً، للاستعداد للانتخابات، وكما يفهم الحزب حاجة التيار في استعادة النبض في الشارع، فإن التيار مدرك أنه لا يمكن خوض الانتخابات بمعزل عن الحزب. فالتيار عزل نفسه عن كل التحالفات والمكوّنات والشخصيات التي تحالف معها في انتخابات عام 2018. ولا يمكنه خوض الانتخابات وفق قانون الانتخاب الحالي إلا على أساس تحالفات عريضة وتفاهمات يمكن أن تؤمن الحواصل اللازمة. وهو منذ ما قبل الانتخابات وحتى اليوم، فقد كل القوى السياسية الأساسية التي يمكن أن يتحالف معها، كما خسر حلفاء له في زغرتا وكسروان ــــ جبيل وزحلة، بغض النظر عن خلفية اعتراضه عليهم. وبات، كما أي فريق آخر، يحتاج في دوائر أخرى الى أي نوع من الأصوات، مهما كان عددها، لتأمين مقاعده. فعملانياً، يحتاج التيار الى حزب الله في الكورة والبترون، كبر أو صغر عدد ناخبيه فيهما، ويحتاج إليه في كسروان ــــ جبيل حيث يرتفع الكلام الجدي عن تحالف بينهما كما غيرها من الدوائر كزحلة وبعبدا، والكلام عن احتمال حجز الحزب مقعداً للتيار في بعلبك الهرمل. والتيار الذي خسر مقاعد في كتلته ويحتاج الى تعزيزها قبل الرئاسيات بأي ثمن، يعرف أنه يخوض مواجهة انتخابية حادة، يحتاج فيها الى كل أسلحته لنيل نتائج ترضيه، ولا يمكن تبعاً لذلك التفريط بما يؤمّنه حزب الله. ويخطئ معارضو التيار في الاعتقاد أن حزب الله لن يعطي أصواته للتيار، حيث ترتفع قدرته وحيث لا تحصل مواجهة بينه وبين حركة أمل كجزين. لذا لا يمكن رسم الانتخابات من الآن وصاعداً من دون الأخذ في الاعتبار المؤشرات الضرورية للتيار.هذا في الانتخابات، أما في السياسة، فمن الاستعجال الحكم على الانتكاسة الأخيرة في المجلس الدستوري وسقوط التسوية على أنها نهاية المطاف. إذ إن طريق التيار السياسية نحو الانتخابات إذا حصلت، وما بعدها إذا لم تحصل، وإعادة الحكومة الى العمل وصولاً الى رئاسة الجمهورية، تحتاج الى أن يكون على تقاطع وتفاهم مع حزب الله، كما الاستعانة به لتذليل العقبات. وهذا الأمر يدركه باسيل مهما كانت حدّة اعتراضاته.