في كل صباح وفي كل يوم جديد يصادفها المواطنون الذين يمرون في منطقة انطلياس والذين غالبا ما ينتظرون عند اشارة السير بالقرب من بطريركية الأرمن.كثيرون يقولون انها المتسولة والبعض يعتبرها وجه بركة صباحي في حين ان البعض الآخر قد لا يولي وجودها اهمية أو اعتبارا. لكن وبغض النظر عما يقول عنها أو يعتبرها الناس، تبقى السيدة المسنة التي تنتظر يوميا ما يتصدق به الناس عليها وما يضعونه في كيسها الأسود الذي تحمله بشكل مستمر، علامة واضحة عما آلت اليه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في بلد غالبا ما ردد “اللي ما عندو كبير يشتري كبير”.
” لبنان 24″ حاول التحدث مع السيدة المسنة سائلا عن هويتها وحالها وأحوالها لكنها رفضت ان تتكلم لا بل اختصرت الحديث ببضع كلمات مشيرة الى ان ما “بقي من العمر ليس كثيرا وما أخفي لسنوات طويلة سيرحل معي يوم أفارق هذه الحياة”.هذه هي قصة السيدة التي تأخذ من اشارة انطلياس موطنا لها، ومثلها كثيرون في هذا البلد افترشوا الشوارع والطرقات علها تعوضهم عن خسارة وحزن ودمعة وألم.