هنأ الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، اللبنانيين، بعيد الميلاد المجيد، معربا عن أمله بـ”خروج لبنان من الانهيارات التي تعصف به على مختلف الصعد”، ومتمنيا “نجاح اللبنانيين في تجاوز الأزمات التي أوصلنا اليها النظام الطائفي البغيض”. كما تمنى “أن تتحرر فلسطين موطن السيد المسيح من الاحتلال العنصري الصهيوني، وان يستعيد الشعب الفلسطيني أرضه”.
واعتبر في مقابلة عبر تلفزيون “الجديد”، أن “الخطاب الطائفي المذهبي لم يغب منذ الطائف حتى يومنا هذا، لكنه يتصاعد ويتفاقم قبل محطة الانتخابات”، محملا مسؤولية تفاقم الأزمات “للمنظومة السياسية التي تداولت السلطة على مدى سنوات طويلة”، ولافتا الى “أهمية مواجهة الخطاب الطائفي بالخطاب الوطني”.
كما اعتبر أن “مسؤولية الوطنيين اللبنانيين أن يوحدوا قواهم لمواجهة هذه الأوضاع، بخاصة ان القوى الطائفية عاجزة عن إخراج البلد من أزماته”.
ورأى أن “الحالة الطائفية تستدرج التدخلات الخارجية، وان الحلول يجب ان تكون وطنية مع عدم الرهان على الخارج، فالرهان يجب ان يكون على البرامج الوطنية والحلول الوطنية للخروج من الأزمة، بخاصة أن لبنان يمتلك الكفاءات الوطنية على مختلف الصعد، وهي قادرة على اخراج البلد من ازماته”.
وأكد “أهمية انعقاد طاولة حوار وطني، ولكن بظروف سياسية سليمة من اجل التفاهم على الملفات الأساسية، ومنها السياسة الخارجية والسياسة الدفاعية وغيرها”، لافتاً الى “أهمية أن يتفق اللبنانيون على رؤية للسياسة الدفاعية والسياسة الخارجية”، مؤكدا أن “مقاومة الاحتلال حق مشروع أكدت عليه المواثيق الدولية وشرعة حقوق الانسان”.
وأكد ان “الرهان هو على قوى التغيير من أجل تغيير المعادلة، فقوى السلطة سرقوا الحاضر وسيسرقون المستقبل والمسار المتبع من قبلهم لن يوصلنا الى شيء”.
ولفت الى “أهمية أن تنظم قوى التغيير نفسها وتجمع قواها من أجل وضع رؤية لمواجهة هذه الاوضاع للخروج من الواقع المأزوم الى واقع جديد”.
وفي موضوع التحالف بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” ودعوة البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الى فك هذا التفاهم، اعتبر سعد ان “هذا التفاهم بين الطرفين وهو شأنهما”.
وحول العلاقة مع “حزب الله” والحديث عن انه أوصل البلد الى ما نحن عليه، اعتبر سعد انه “يجب ان يكون هناك تفاهم حول السياسة الخارجية، وحول ما اذا كان لبنان يريد أن يكون ضمن محاور او لا، وحول ما اذا كانت سياسته تعبر عن هويته والجغرافيا والتاريخ ومصالح شعبه”، ولفت الى أن “هناك العدو الصهيوني الذي يجب مواجهته، وهو عدو عنصري يهدد الشعب الفلسطيني كما يهدد لبنان، وواجبنا الوقوف في مواجهته”.
وقال: “نحن نختلف مع حزب الله في السياسة الداخلية. غير أننا في موقع المواجهة مع العدو الاسرائيلي، ونحن أساسيون في تيار المقاومة منذ العام 1936″.
وطالب الجميع بـ”الجلوس الى طاولة الحوار الوطني لكي نرى كيف سنحمي بلدنا”.
وفي موضوع القضاء، أكد سعد “أهمية استقلالية القضاء، وأهمية أن يأخذ القضاء دوره، وان تترك له الحرية في الحركة، وعدم فرض خيارات عليه، والا سنذهب الى انهيار في الجسم القضائي”.
وفي ملف تفجير المرفأ، قال: “عدم الوصول لنتيجة في هذا الملف سيكون له انعكاسات خطيرة على القضاء”.
أما في موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، فاعتبر أنها “محطة أساسية من أجل التغيير”، داعيا جميع اللبنانيين الى المشاركة. وقال: “على الرغم من أن الناس مقيدة بأوضاعها المعيشية الصعبة التي تستغلها قوى السلطة، وعلى الرغم من قانون الانتخابات وتركيبته الطائفية التي تتعارض مع مطلب التغيير، الا انه على اللبنانيين ان يتوحدوا من أجل التغيير”.
وفي موضوع النصاب واللاقرار من المجلس الدستوري، اعتبر ان قوى السلطة “ساعة بيحملوا الدستور على راسهم وساعة بيرموا ورا ضهرون حسب مصالحهم”، لافتا الى ان “الانتخابات الفرعية لم تحصل للمستقيلين والمتوفين”، ومتسائلا “لماذا لم يطبق الدستور، فهذا خرق فاضح”.
وحول ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة، أوضح أنه لم يأخذ القرار بعد، وقال: “أخجل من الحديث عن الانتخابات في ظل الواقع المأساوي الذي يعيشه اللبنانيون”. لكنه أكد أنه في حال الترشح لن يتحالف مع أي من قوى السلطة، ولن يخالف مصداقيته. كما أكد ان “الانتخابات مناسبة لتحميل قوى السلطة المسؤولية السياسية عما جرى ويجري، وهي محطة لمحاسبتهم”. أضاف: “في حال لم تحصل الانتخابات وجرى التمديد، فأنا أول من سيقدم استقالته من المجلس النيابي. وفي حال حصل تطيير للانتخابات، فستكون دعوة صريحة للفوضى، وأحملهم مسؤولية كل قطرة دم ستسقط”.
وختم سعد داعيا اللبنانيين الى “التمسك بلبنان وعدم الهجرة، وذلك من أجل الوصول الى الدولة العصرية العادلة التي يريدونها”.