انتقد “حزب الله” ضمنًا.. هل “خيّب” عون التوقعات “المضخَّمة”؟!

28 ديسمبر 2021
انتقد “حزب الله” ضمنًا.. هل “خيّب” عون التوقعات “المضخَّمة”؟!

قبل أن يطلّ رئيس الجمهورية ميشال عون، ويدلي بدلوه من آخر التطورات، امتلأت الساحة بالتكهّنات والتوقعات، التي لم تخلُ من “التضخيم”. البعض قال إنّ الرئيس سيعلن ما يشبه “الطلاق” مع الشريك والحليف، “حزب الله”، والبعض الآخر رجّح “تصعيًدا” غير مسبوق، وبينهم من رجّح “انقلابًا رئاسيًا” في السنة الأخيرة من “العهد”.

 
قد لا تكون الكلمة عاديّة، لكونها تضمّنت بعض “الانتقادات” غير المعتادة ربما من جانب رئيس الجمهورية، باتجاه “حزب الله”، ولو مواربة ومن دون تسميته، إلا أنّ ما سبقه من رفعٍ غير مألوف لسقف التوقعات، جعلها تظهر “باهتة”، وأوحى بأنّها جاءت “أقلّ من التوقّعات”، ولم تحمل سوى تكرار لثوابت رئاسية لطالما دأب عون على تكرارها في كلّ المناسبات.لا يعني ذلك أنّ كلام عون مرّ مرور الكرام، أو أنّه لم يخضع لـ”التدقيق” من قبل بعض الأوساط السياسية، ولا سيما لدى قيادة “حزب الله”، التي أوحت بعض الأوساط المحسوبة عليها أنّها كانت “مرتاحة” للخلاصة “المبدئيّة”، ولو أنّ هناك من يصرّ على أنّ “القطوع” لم يمرّ بعد، وأنّ ما قاله عون لم يكن سوى “تمهيد” لما سيقوله “الصهر” في إطلالته الموعودة الأحد المقبل.
عتب واضحصحيح أنّ كلمة رئيس الجمهورية جاءت أقلّ من التوقعات، فهو وخلافًا لكلّ ما رُوّج قبلها، لم يهاجم “حزب الله”، بل لم يسمّه بالاسم ولو لمرّة واحدة، حتى إنّ هجومه على رئيس مجلس النواب نبيه بري جاء بدوره “مستترًا” وخارج التوقعات، ولو أنّه كان “واضحًا” خلف السطور، الأمر الذي تجلّى في “صمت” مناصري حركة أمل، خلافًا لما اعتادوا عليه أيضًا، ولو أنّ هناك من تحدّث عن “تعميم” صدر بهذا الخصوص قبل الكلمة.رغم ذلك، ثمّة انتقادات مبطنة وجّهها رئيس الجمهورية إلى “حزب الله” لا يمكن للأخير القفز فوقها، ولو أراد “مهادنة” فريق “العهد” رغم كلّ الظروف، فكلامه عن “تعطيل الحكومة” حمل أكثر من رسالة “قاسية”، ولا سيّما حين سأل عن “الشرع” الذي يجيز شلّ مجلس الوزراء بهدف “فرض” قرار عليه، ليس أساسًا من صلاحيّاته، فضلًا عن دعوته لاجتماع الحكومة قبل الغد، في “تحدٍّ” واضح للحزب وحليفته حركة أمل.

لكن، إذا كان الكلام عن “التعطيل” متوقَّعًا، لا سيّما أنّ رئيس الجمهورية سبق له أن طرح الدعوة إلى جلسة للحكومة “بمن حضر”، وفقًا للتسريبات، فإنّ ما توقف عنده المحسوبون على “حزب الله” تمثّل في “استحضاره” مسألة الاستراتيجية الدفاعيّة في كلمته، واعتباره الدولة “الأساس” على خطها، ودعوته لحوار بشأنها، خلافًا لما دأب عليه في السنوات السابقة من عهده، وهو ما قرأ فيه كثيرون “تحوّلاً نوعيًا” قد لا يبتعد عن إطار “الابتزاز”.بانتظار كلمة باسيللم تخلق كلمة عون الرئاسية أيّ ردود فعل “عنيفة”، ربما لأنّها لم تكن “نارية” كما أوحى البعض قبلها، بل إنّ معظم الأطراف الذين تناولهم الرئيس مباشرةً أو مواربةً، بمن فيهم “حزب الله” و”حركة أمل”، لم يشعروا بأيّ حاجة للردّ أو الدفاع، باعتبار أنّ الكلمة بدت “مقبولة” في حيثيّاتها ومضمونها، وبالتالي تندرج في إطار “الحقّ في الاختلاف والتباين”.لكنّ الواضح، وفق ما يقول العارفون، هو أنّ الأمور لم تنتهِ هنا، إذ إنّ كلمة رئيس الجمهورية، ولو ضُخّم سقف التوقّعات قبلها، لغايةٍ في نفس يعقوب ربما، لم يكن مُنتظَرًا أن تفعل أكثر ممّا فعلت، بل إنّ الهدف منها لم يكن سوى “التحضير” لكلمة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل المنتظرة لها، وبالتالي “إعداد العدّة” لما ستتضمنه كلمته من مواقف، وتوفير “المناخ” الملائم للتصعيد الذي قد يلجأ إليه.ولا يستبعد البعض أن يكون المقصود من كلمة عون، فتح “البازار” للتوصل إلى “تسوية ما” تسبق كلمة باسيل، وتخفّض ربما من “سقفها”، خصوصًا أنّ بعض التسريبات “تتعمّد” تأكيد أنّ الرجل بصدد إعلان “فكّ الارتباط” مع “حزب الله”، ربما لإدراكه أنّ ذلك قد يدفع الأخير إلى فتح “قنوات التواصل”، للتوصّل إلى “تفاهمات” تنقذ “تفاهم مار مخايل” من الانهيار شبه المحتّم، وفقًا لبعض الأوساط السياسية.أتت كلمة رئيس الجمهورية أقلّ من سقف التوقعات، لكنّها “خرقت” الكثير من “التابوهات”، فوجّهت انتقادات “مبطنة” لـ”حزب الله”، ربما للمرّة الأولى. لم يسمّ عون الأشياء بمسمّياتها، تاركًا المهمّة “الشعبويّة الانتخابية” على الأرجح للوزير السابق جبران باسيل، اللهم إلا إذا نجحت “الوساطات السياسية” في إعادة “وصل ما انقطع”، قبل الأحد!