زحلة… عروس المفاجآت الانتخابية

29 ديسمبر 2021
زحلة… عروس المفاجآت الانتخابية

شكلت دائرة زحلة في الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٩ مفاجأة كبرى بدلت مسار المعركة الانتخابية في لبنان، ما ادى الى فوز “قوى الرابع عشر من اذار” وخسارة “قوى الثامن من آذار”، بعد ان كانت التوقعات توحي بمعركة متكافئة وتوازن في عدد المقاعد التي سيفوز بها الطرفان في الدائرة.
 
الدائرة نفسها ستشهد في الانتخابات المقبلة مفاجآت من نوع آخر، اذ انها تعتبر من اكثر الدوائر غموضا من حيث توقع النتيجة، على اعتبار ان القوى السياسية داخلها  غير قادرة لوحدها على خوض الانتخابات في حين ان التحالفات لم تظهر بعد.
 
اللائحة الاقوى اليوم، هي تلك التي من المتوقع ان تتشكل بين تيار المستقبل والكتلة الشعبية، اذ انها ستكون قادرة على ايصال نائبين على أقل تقدير، وخوض معارك اضافية على مقاعد اخرى، خصوصا ان “التيار الازرق” حافظ على حضوره الشعبي نسبيا في زحلة.
 
بمستوى اقل تأتي لائحتا كل من “الثنائي الشيعي و٨ اذار “من جهة، و” القوات اللبنانية” من جهة اخرى، اذ ان الطرفين قريبان جدا من الوصول الى الحاصل الانتخابي مع بعض التحالفات المحلية او الحزبية، لكن هكذا نتيجة قد تفسر على انها خسارة للقوات التي ستتراجع بمقعد في الدائرة.
 
ازمة” التيار الوطني الحر” تكمن في انه غير قادر على الوصول الى الحاصل من دون تحالفات، لذلك فهو ملزم بالتحالف مع قوى الثامن من اذار ليخوض معركته التقليدية على المقعد الماروني، وهذا ما قد يؤدي الى فور لائحة ٨ اذار بمقعد اضافي.
 
على مقلب المجتمع المدني، قد تكون الفرصة الوحيدة للخرق هي بتحقيق امرين معا، الاول التوحد ضمن لائحة واحدة والثاني التحالف مع الكتائب اللبنانية التي لا تزال تملك كتلة لا بأس بها من الاصوات التي قد تجييرها لصالح قوى التغيير…
 
عمليا تحتاج القوى السياسية كافة لتحالفات في زحلة، بعضها لضمان التمثيل في الدائرة والبعض الآخر من اجل تعزيز التمثيل فيها، خصوصا ان قابلية تبدّل النتائج وقلبها جذريا كبير بحسب التحالفات وفي ظل وجود شخصيات لديها حيثيات شعبية ، وقد تنتقل بتحالفاتها من اتجاه الى آخر.