اعرب الرئيس فؤاد السنيورة عبر “النهار”عن اسفه لان خطاب الرئيس ميشال عون لم يكن على قدر توقعات اللبنانيين، وهو يقترب من نهاية ولايته. فهو “لم يتخذ فعلياً خطوات من أجل استعادة سيادة الدولة وتأكيد استقلالها واستقلال القضاء. ذهلت عندما سمعت فخامة الرئيس، وكأنه الى حدّ ما، يتعمّد أن يفقد ذاكرته. فقد استغربت قوله إنه يكره التعطيل. ألا نتذكر الكلمة الشهيرة التي قالها (عون) مرة: “كرمال عين الصهر ما تتألف الحكومة؟ هل من المعقول أن يقول هذا الكلام من عطّل البلد سنتين ونصف السنة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية؟ هل من المعقول أنه في عهده، صار تأليف الحكومات يأخذ أشهراً طويلة؟ هل من المعقول أن هذا الشخص، قبل أن يصبح رئيساً…
ضيف السنيورة: “يحكي في موضوع تغيير النظام، وهو المؤتمن على الدستور؟ من أين جاء باللامركزية المالية؟ إنه يفتري على الدستور، وعلى وثيقة الوفاق الوطني التي فيها بند واحد، هو اللامركزية الإدارية. فمن أين أتى باللامركزية المالية؟كان الناس يتوقعون من فخامة الرئيس مع قرب انتهاء ولايته، أن يتخذ فعلياً خطوات من أجل استعادة سيادة الدولة، وتأكيد استقلالها واستقلال القضاء، لكنه بدلاً من ذلك يقول “ما بدو يوقع” على التشكيلات القضائية التي وافق عليها كل أعضاء مجلس القضاء الأعلى؟ إنني أستغرب هذا الإمعان في الإصرار على الأخطاء نفسها. في المقابل، عندما أرسل إليّ مجلس القضاء الأعلى التشكيلات عندما كنت رئيساً للحكومة، وقعتها من دون أن أراها، وأشرت الى هذا الموضوع، تذكيراً للناس بأن ما قمت به هو حق عليّ أن أقوم به. فقد التزمت القانون الذي ينص على أن صلاحية رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ووزير العدل، بعد موافقة مجلس القضاء على التشكيلات، تصبح صلاحية مقيّدة”.
وقال: “الحوار يبدأ بأن نتفق على أمر ثم ننفذه. لكن، لم ندخل في أيّ حوار إلّا نكلوا به. اتفقنا في الدوحة، ثمّ خالفناه. اتفقنا في عام 2006 الى طاولة الرئيس بري، على المحكمة الدولية، ثمّ نكلوا بكل جلسات الحوار؟ اتفقنا في إعلان بعبدا، وبعدين شو صار؟ من الطبيعي أن نجلس معاً للحوار، لكن هل أكسبنا هذا الحوار صدقية عبر التنفيذ؟ كله تضييع وقت”.وخلص السنيورة الى القول: “في تقديري، إن عون كان قد كتب خطاباً، ثم دخل أحد على الخط، فصار أول الخطاب مختلفاً ومتناقضاً مع آخره. فعندما تقرأه الآن تجده يتناقض بعضه مع بعض!”