كتب ناصر زيدان في” الانباء” الكويتية: لا تؤكد المعلومات المعلنة وغير المعلنة أن وراء صفقات تهريب المخدرات عن طريق المعابر اللبنانية أهداف مالية وسياسية في آن واحد. ومن المستحيل أن تحصل مثل هذه العمليات الكبيرة من دون حماية قوى نافذة في لبنان وفي سورية، لأن المعطيات المتوافرة في التحقيقات، تشير بوضوح إلى أن عملية التوضيب وتصنيع قوالب الليمون والرمان والبرتقال لا يمكن أن تحصل إلا في معامل كبيرة، وتستوجب وجود آلات ضخمة ومساحات واسعة، كما تتطلب توافر عدد كبير من العمال ومن أصحاب المهارات، وهو ما يستحيل على تجار المخدرات تأمينه بمفردهم. ومن الواضح أن استهداف أسواق دول الخليج العربي لتصدير هذه الممنوعات اليها، يخفي هدفين متلازمين. الأول تحقيق ربحية مالية نظرا لملاءة هذه الأسواق، والجهات السياسية التي ترعى هذه العملية تحتاج الى العملات الصعبة لأنها مقيدة بعقوبات تمنعها من الحصول على هذه العملات بالطريقة المشروعة.أما الهدف الثاني فهو سياسي بامتياز، ووراءه نية مبيتة للمساهمة في إدخال الفساد الى مجتمعات دول الخليج العربي أملا في تحقيق اضطرابات فيها في المستقبل، والذين يقومون بهذه العملية انطلاقا من لبنان يزيدون من تشويه صورة البلد الجميل، ولا يريدون أن تعود العلاقات الى طبيعتها بين لبنان ودول الخليج وهم لا يضمرون الخير للطرفين.