كتبت بولا اسطيح في ” الشرق الاوسط”: يختلف المسيحيون اللبنانيون بين من يعتبر تعدد القوى السياسية المتصارعة والمتنافسة في ساحتهم تنوعاً وتميزاً، وبين من يرى فيها انقساماً يضعف الدور المسيحي، ويجعل الأحزاب المسيحية منشغلة بخلافاتها بدل الالتفات لتحسين موقعها في السلطة.
ويقول عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون، أن «الساحة المسيحية لطالما شهدت تنافساً وتنوعاً سياسيين وتميزت بهما، ولو أن العماد ميشال عون شكل ظاهرة فريدة في عام 2005 لناحية تحقيق تمثيل قارب الـ75 في المائة من المسيحيين، وهذه التعددية السياسية هي ظاهرة سليمة لأنها تعبر عن حيوية وديناميكية الساحة المسيحية وقدرتها على المحاسبة وعلى تطبيق تداول فعلي للسلطة، وإن كان البعض يرى فيها نقطة ضعف في نظام طائفي حين تكون المجموعات الطائفية الأخرى أحادية التمثيل السياسي فتمسك بحق النقض في النظام التوافقي وتتحول إلى قوة تأثير فاعلة جداً في القرارات السياسية أكان سلباً أم إيجاباً».
ويرفض عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، اعتبار الانقسام المسيحي الذي يصفه بـ«التعددية السياسية عند المسيحيين» مسؤولاً عن الهجرة التي أصابت قسماً كبيراً منهم، فـ«الهجرة حصلت بسبب سوء أحوال البلاد، وهي إما نتجت عن حروب أم عن أزمات اقتصادية، وإما عن مرحلة تهميش المسيحيين وإقصائهم عن السلطة كما حصل في الحقبة السورية»، معتبراً أنه «لا يزعج المسيحيين أن يكون لهم تعددية حزبية، وليس هذا ما يشكل خطراً على وجودهم بقدر ما هو غياب دولة القانون والمساواة بالحقوق والواجبات بين الجميع». وأضاف: «مع أن التنافس على السلطة والأحجام هو من أبرز نقاط الاختلاف بين الأحزاب المسيحية التي تلتقي على الكثير من الملفات، لا سيما المتعلقة بالوجود المسيحي وديمومته في لبنان، إلا أنه تبقى تباينات عديدة قائمة منها ما هو مرتبط بكيفية التعاطي مع الملفات الاستراتيجية الداخلية والخارجية، وكذلك ما تحمله هذه الأحزاب من تاريخ مثقل بتجربة من الصدامات والخلافات وانعدام الثقة فيما بينها