معك ضدّ جعجع لا ضدّ بري

5 يناير 2022
معك ضدّ جعجع لا ضدّ بري

كتب طوني عيسى في ” الجمهورية”: لقد أفهمَ «حزب الله» مَن يعنيه الأمر- وعون وباسيل أولاً- أنّ اللعب في الصحن الشيعي ممنوع. وفي الخلاصة، تبلّغ باسيل رسالةً مفادها: نحن معك قدر ما تشاء… ضدّ جعجع فقط، وضدّ السنَّة إذا لم يتعارض ذلك مع مصالحنا. ولكن، إياك أن تظنّ أننا سندعمك ضدّ بري. وحلفنا مع بري في انتخابات 2018 هو النموذج. له الأولوية، ومِن بعده يصبح كل أمرٍ قابل للنقاش.
 
ولذلك، وإذ سيجد باسيل نفسه عاجزاً عن خرق الجدار الشيعي، سينقضُّ بسهولة على خصومه في الوسط المسيحي. وبالتأكيد، سيستفيد بري من هذه اللعبة ليواجه باسيل في عقر داره المسيحي، وبالمسيحيين أيضاً، إلّا إذا ناشده «الحزب» عدم المساهمة في «كسر شوكة» باسيل أمام «القوات» وقوى17 تشرين.
 
فبالطبع، ليس في مصلحة «حزب الله» وبري وسائر قوى 8 آذار أن ينهزم «التيار» وفرنجية شعبياً، لأنّ ذلك يعني خسارة الثنائي الشيعي للمسيحيين، وأخذهم إلى مصاف المحور المقابل سياسياً. ولهذا الأمر تداعياته الخطرة وليس مسموحاً بحصوله. ولكن، في المقابل، لن يطوِّب الثنائي باسيل بطريركاً سياسياً على المسيحيين، يُصدِر فتاوى التحليل والتحريم، ويستشعر القوة من دونهما.
 
وعلى هذا الأساس، ستشهد الأيام الآتية «تخبيصاً» غير مسبوق في الصحن المسيحي، بحيث لا يُعرَف «مين مع مين»، و»يدِ مين في جيبِ مين!