كان لافتاً ما ورد في بيان تكتل “لبنان القوي” بالأمس، لجهة إعلانه الاستعداد لمناقشة “الاستراتيجية الدفاعية” على طاولة الحوار الوطني.
في المضمون، فإنّ الإضاءة على هذا الملف الشائك يعتبرُ أمراً مستجداً، وهو يأتي وسط الخلاف القائم بين التيار “الوطني الحر” و “حزب الله”.
كما هو معلوم، فإنّ ملف الاستراتيجية الدفاعيّة يعدّ من الملفات التي لا يروق لـ”حزب الله” الاستفاضة في النقاش فيها، خصوصاً أن المعادلة الأساسية والثابتة بالنسبة له هي: الجيش، الشعب والمقاومة، وأي استراتيجية تستثني المقاومة لن يتم الموافقة عليها، ويعتبرها استهدافاً له ولسلاحه.
وفي ظل ذلك، فإنّ تدليل “الوطني الحر” على الاستراتيجية الدفاعية في هذا التوقيت طرح تساؤلات عديدة وأبرزها: هل سيعيد التيار النظر في مفهومه للمقاومة في لبنان؟ هل سيغير من توجهاته اتجاه الثوابت الأساسية التي اتفق عليها مع “حزب الله” لجهة سلاح المقاومة؟ هل سيطرح “الوطني الحر” شروطاً تخالف المعادلة الدفاعية التي يؤمن بها الحزب؟ هل سيفتح “الوطني الحر” المجال لمناقشة استراتيجية دفاعية تستثني المقاومة؟
فعلياً، فإنّ أي إقبال من “الوطني الحر” باتجاه الاستراتيجية الدفاعية التي “تُحجّم” حزب الله، إنما يعدّ بمثابة إعلان حرب على الأخير، وهو الأمر الذي يعني فضاً للتحالف وانقلاباً على تفاهم مار مخايل. فهل سيحصل ذلك؟
المصدر:
لبنان 24