لم تحمل كلمة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الاخيرة اي تصعيد فعلي ضد حزب الله، ومن الواضح ان الامر جاء كنتيجة لاعادة نظر عونية بالاشتباك الذي فتح مع حارة حريك في لحظة سياسية حساسة وخطيرة على التيار الوطني الحر.
يدرك من هم في دائرة القرار في التيار الوطني الحر ان الحالة العونية في مأزق شعبي، قد لا يكون كما يصوره خصوم العهد، لكن عوامل عدة ومن بينها التراجع الشعبي ستؤدي الى تلقي التيار ضربة جدية خلال الانتخابات النيابية المقبلة.
المشكلة الفعلية لدى “التيار” تكمن في ان تراجع كتلته النيابية سيتبعها تراجع سياسي وانكفاء في الاستحقاقات الدستورية المقبلة لان تضاؤل حجم الكتلة العونية يعني ان الزعيم المسيحي الاقوى بات شخصية اخرى غير رئيس التيار وهذا امر ستكون له تبعاته.
قال باسيل انه يدرك ان فك التحالف مع حزب الله لن يؤدي الى تحسن واقعه الشعبي، كل ما في الامر انه سيشد العصب العوني، في المحصلة فإن باسيل يدرك ايضا ان لا مهرب من التراجع الا بتحالف شامل مع قوى الثامن من اذار وعلى رأسهم حزب الله وحركة امل.
قد يشكل التحالف مع الثامن من اذار خلاصا فعليا للتيار، وسيمده بعدد كبير من الاصوات في دوائر متعددة وسيهديه مقاعد نيابية في دوائر اخرى ،الامر الذي سيقلص حجم خسارته الى حدودها الدنيا ويعيد التيار وكتلته بالقوة ذاتها الى الحياة السياسية.
في اطار مناورته الاخيرة حاول رئيس التيار جبران باسيل “ابتزاز” قوى الثامن من اذار بالاكثرية اذ سعى للحصول على طعن المجلس الدستوري من دون مقابل سياسي على اعتبار ان تصويت المغتربين وخسارته في الانتخابات هي خسارة لكل فريق الثامن من اذار وتحديدا حزب الله الذي سيخسر الأكثرية، وعليه فان قبول الطعن لا يفيد التيار وحده بل يفيد حلفائه ايضا.
لكن الرد جاء حاسما، اذ اوحى “الثنائي الشيعي” وتحديدا حركة امل انها غير معنية بالحفاظ على الاكثرية وبالتالي اذا كان باسيل يريد تحسين شروطه في الانتخابات عليه الذهاب الى التسوية الشاملة، وهذا ما لم تنضج ظروفه بعد، لكنه وبحسب متابعين لن يكون بعيدا، خصوصا ان باسيل بات بحاجة بشكل كبير الى التسوية..