على أثر إجراء المدعو علي.ر، وهو موظف لدى شركة KVA التي تتولى شؤون الصيانة لدى شركة كهرباء لبنان، كشفاً على محطة الكهرباء المركّزة على جسر شارل الحلو، تبيّن له سرقة كابلات من النفق الكائن تحت الجسر الممتد الى شركة الكهرباء، والذي يحتوي على كميات كبيرة من الكابلات الكهربائية، وبعد إعلامه رؤسائه بالأمر والتنسيق مع دورية استقصاء بيروت، جرى بتاريخ ١٩/٩/٢٠٢١ توقيف المتّهمين داخل النفق حيث كانوا يعملون على تقطيع الكابلات تمهيداً لسرقتها، وقد عُثر في المحلة على كابلات مقطّعة وأخرى تمت إزالة الغلاف عنها تمهيداً لتقطيعها وسرقتها.
وتبيّن أن المتّهمين السبعة هم: حسن.خ (لبناني)، إبراهيم.ط (سوري)، إبراهيم.ش (لبناني)، شادي.ج، تامر.ح، علي.ح و علي.ك(فلسطينيون وآخر ثلاثة قصّر).
وبالتحقيق معهم، أفاد المتّهم حسن.خ أنه كان يسهر في محلة مار مخايل برفقة صديقته جورجيت لغاية الساعة الثامنة صباحاً وتوجّه بعدها الى منزله الكائن في محلة عين المريسة، وبوصوله الى محلة جسر شارل الحلو توجّه تحته لقضاء حاجته، ففوجىء بدورية إستقصاء تهجم عليه فهرب منها نحو النفق حيث تم توقيفه، مؤكداً أنه لا يعرف أياً من الموقوفين، كما لا يعرف سبب توقيفه، ولا علاقة له بأي سرقة.
المتّهم شادي.ج أفاد أنه كان يجمع البلاستيك عندما تم توقيفه، أما المتّهمَين تامر.ح وعلي.ك فأفادا أنهما حضرا الى المحلة بقصد جمع الخردة، وكانا في أول النفق عندما حضرت دورية أمنية عملت على توقيفهما، وأضاف تامر أن الدورية أوقفت ثلاثة أشخاص آخرين كانوا داخل النفق، كما أفاد المتّهم علي.ح أنه حضر برفقة المتّهم إبراهيم.ط الى المحلة بهدف جمع الخردة ودخلا النفق حيث شاهدا شابين يقومان بتقطيع الكابلات وسرقتها، فطلب منهما الأخيران عدم لمس الكابلات، وبعدها حضرت دورية أمنية وأوقفته هو وإبراهيم.ط، في حين لم يتم توقيف الشابين المذكورين، وأفاد المتّهم إبراهيم.ش أنه حضر الى المحلة بمفرده بقصد جمع الخردة، ولدى وصوله الى النفق تم توقيفه لسبب يجهله.
وبالإستماع الى الموظف علي.ر أوضح أنه أعلم مديره في العمل علي.ق بالسرقة الحاصلة داخل النفق المذكور، وأنه بعد التنسيق مع الدورية الأمنية تم توقيف المتّهمين السبعة داخل النفق بينما كانوا يعملون على سرقة الكابلات بعد تقطيعها.
وفي التحقيق الإستنطاقي، نفى المتّهمون ما أُسند اليهم، وأضاف حسن.خ أنه تواجد في المكان بالصدفة، أما الآخرين فصرحوا أنهم كانوا يجمعون الخردة في المحلة.
وفي جلسة المحاكمة بتاريخ ١٣/١٢/٢٠٢١، أُحضر المتّهمون ومثلوا من دون قيد، كما حضرت مندوبة الأحداث، وقد نفوا جميعاً ما نُسب اليهم، مكررين أقوالهم السابقة.
وتأيدت الوقائع بالقرائن المستمدة منها، لاسيما أقوال المدعو علي.ر الذي أكد فيها أن المتّهمين السبعة ألقي القبض عليهم وهم يحاولون سرقة الكابلات الموجودة في المحلة والعائدة لمؤسسة كهرباء لبنان، كما وتواجد المذكوران معاً في المحلة في ذات الوقت بحجة جمع الخردة من دون أي تنسيق مسبق في ما بينهم على ما ورد في أقوالهم، بإستثناء المتّهم حسن.خ الذي أفاد أنه تواجد هناك بمحض الصدفة، مع العلم أن التوقيف جرى عند الساعة الثانية عشر ظهراً، في حين أورد أن مروره من هناك كان عند الساعة الثامنة صباحاً.
هيئة محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي سامي صدقي حكمت بالأكثرية بتجريم المتّهم حسن.خ بجناية المادة ٦٣٨/عقوبات، وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة به مدة ثلاث سنوات وتخفيضها الى سنة واحدة على أن تُحتسب له مدة إحتجازه الإحتياطي وتوقيفه الوجاهي.
كما قضى الحكم بتجريم المتّهمين إبراهيم.ط و شادي.ج و إبراهيم.ش بجناية المادة ٦٣٨ وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة مدة ثلاث سنوات، وتخفيضها الى سنة واحدة، وتخفيفها الى الإكتفاء بمدة توقيفهم، وإطلاق سراح كل منهم ما لم يكن موقوفاً لداعٍ آخر.
وقضى الحكم أيضاً بتجريم المتّهمين تامر.ح وعلي.ح و علي.ك بجناية المادة ٦٣٨/ عقوبات معطوفة على المادة ٢٠٠ منه، وإحالة كل منهم جانب محكمة الأحداث لعلّة القصر سنداً للقانون رقم ٤٢٢/٢٠٠٢.