كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”:قبل ايام خرج نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم بكلام خارج عن سياق ادبيات “حزب الله” وتعاطيه. عبارته “اللي مش عاجبه التحالف يدق راسه بالحيط” شكلت محطة استُغلت في غير موقعها الطبيعي وليس في سياق المعنى المقصود. لكنها استُغلت ليبنى عليها، إما بهدف الهجوم على “حزب الله” لتسجيل اهداف تفي غرضها في التحالفات الانتخابية، او للتصويب على تحالفه مع “التيار الوطني الحر”. نجح “حزب الله” في تلقف ردات الفعل وتصويب الامور ووضعها في مسارها الصحيح.تروي مصادر مطلعة على اجواء “حزب الله” الواقعة كالتالي: كان اللقاء الانتخابي الذي عقده مسؤول الماكينة الانتخابية الشيخ قاسم في النبطية موزعاً على شقين، الاول يحضره اعلاميون والثاني للماكينة الانتخابية. بعدما خرج الاعلام أثار الحضور موضوع التحالف مع “التيار الوطني الحر” ومع حركة “أمل”. كرر الشيخ نعيم موقف الامين العام لـ”حزب الله” تجاه حليفه المسيحي مؤكداً التحالف القائم بينهما وان “حزب الله” سيكرّس جهده في سبيل انجاح التحالف انتخابياً ايضاً. كان “حزب الله” اول من أكد اهمية الحوار واتصل برئيس الجمهورية لتأكيد حضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الى بعبدا غداً، كما أكد على صلب العلاقة مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل واستعداده لتطوير التفاهم المشترك معه. أبلغ “حزب الله” رئيس “التيار الوطني الحر” ان الكلام لا يستهدفه وان مقطع الحديث عن “التيار” كان منفصلاً عن مقطع العلاقة مع حركة “أمل”، وان “الحزب” الذي يسعى حالياً لتأمين مقومات نجاح تحالفه مع “التيار” لا يمكن ان يقصده بمثل هذا الكلام. استُغلَّت العبارة من قبل محازبي “التيار” من منتقدي التحالف مع “حزب الله”، ومن فئة أخرى رأت في ما قيل فرصتها للهجوم على “التيار” مسيحياً. بلبلة سرعان ما تم استيعابها ولم تكن بالشكل الذي تم تصويره في الاعلام حسبما تؤكد مصادر مطلعة على موقف “حزب الله”.أما في الشق المتعلق بالعلاقة مع حركة “أمل” فقال الشيخ قاسم ان “حزب الله” متمسك بتحالفه معها انتخابياً، ورداً على المشككين والشاكين من هذا التحالف قال عبارته “اللي مش عاجبه يدق راسه بالحيط”، قاصداً بذلك الرد على آراء توزعت بين ثلاث فئات: من يعتقد ان التفاهم يحتكر الوضع الشيعي، والمعترض الذي يريد ان يقع الاشكال بين “حزب الله” و”الحركة” ويفترض ان التحالف يؤمن غطاء لسلاح المقاومة، وثالث يعتبر ان الاوان قد آن لأخذ “حزب الله” موقفاً من الفساد والمفسدين ورفع الغطاء عنهم.