بدأ رئيس الجمهورية ميشال عون يوم أمس محادثات ثنائية لتبيان ما اذا كان سيوجه دعوة رسمية للاقطاب للحوار في بعبدا… الا انه وكما كان متوقعا توالت المواقف الرافضة للمشاركة وآخرها من رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية .
وقالت مصادر قريبة من الرئيس عون لـ «الديار» انه سيتخذ قراره بالدعوة الى الحوار من عدمه مساء اليوم او على ابعد تقدير صباح يوم غد بعد ان يجري جوجلة لنتائج محادثاته الثنائية مع الاقطاب، مؤكدة انه حتى الساعة لا قرار نهائي بهذا الشأن. اعتبرت مصادر سياسية مطلعة ان «عون وبدعوته الى الحوار في هذه الظروف أخطأ كثيرا باعتباره وكمن حاصر نفسه في الزاوية لانه كان يعي ان القسم الاكبر من خصومه لن يلبوا دعوته بهدف احراجه، وها هو اليوم غير قادر على اتخاذ قراره بسهولة، فالدعوة لحوار بمن حضر ستكون اضحوكة وغير مجدية، كما ان القرار بعدم الدعوة للحوار سيفسر على انه تراجع من قبله وسقطة جديدة للعهد المترنح».
وكتبت ” النهار”: تهاوت كل “فلول” التحركات او العناوين السياسية التي بدت هامشية وخارج الزمان والمكان والظرف لا سيما لجهة عنوان “الحوار” الذي انكشف بانه حوار “جحا واهل بيته” من فريق 8 آذار، وتلقى ضربة تعرية قاسية على يد رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الذي رفض المشاركة في “حوار الصورة” بين الفريق الواحد.وكتبت ” نداء الوطن”: بدا لمصادر معارضة من وقائع المشاورات الثنائية التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون، أنّ “العهد كرّس عزلته بنفسه وعكس مستوى التشرذم الفاضح في صفوف أكثريته الحاكمة” سواءً عبر المقاطعة الجارفة لدعوته من جانب معظم المكونات اللبنانية، أو حتى من خلال تمنّع بعض حلفائه “الاستراتيجيين” في خط الممانعة عن الاستجابة لهذه الدعوة.ولم يتوان رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في تسديد ضربة قاصمة للحوار العوني من “عقر داره”، مجاهراً على منبر القصر الجمهوري بموقفه الرافض للمشاركة في حوار “الفريق الواحد”، لأنه سيكون مجرد “حوار للصورة” لا أكثر، مع أخذه في عين الاعتبار ضرورة حفظ ماء وجه رئيس الجمهورية بالتأكيد على “الالتقاء معه في الموضوع الاستراتيجي”، مقابل الحرص على إبراز التمايز والتباين في التوجهات مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من خلال رسالة تهكمية ردّ فيها على استفسارات الصحافيين بشأن المسعى الذي يقوده “حزب الله” لتأمين تحالف انتخابي بين “المردة” و”التيار الوطني”، متسائلاً: “هل باسيل يرضى بأن يتحالف مع الفاسدين كما يعتبرنا”.
ومن بين القوى الوازنة، وحده “حزب الله” وقف على خاطر رئيس الجمهورية فأوفد له رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد لكيل المديح والإشادة بالدعوة العونية للحوار، بوصفها “ضرورية في زمن الضيق والضغط والمزايدات”، على أن يتوّج باسيل جولة المشاورات الثنائية اليوم في قصر بعبدا بلقاء يعقده مع رئيس الجمهورية على رأس تكتل “لبنان القوي” لتظهير الموقف المؤيد للحوار والمندد بالرافضين له، وسط ترقب في هذا الصدد أن يتضمن كلامه “رسالة جوابية” رداً على “رسالة” فرنجية.