مع الغلاء المعيشي الّذي يعيشه لبنان، أصبح اللبنانيون يبحثون عن بديل لكل شيء، وتحديداً بديل أرخص.
في الماضي، عند كل مناسبة، مهمّة أو غير مهمّة كان اللبناني يحتفل بتوزيع “البقلاوة” بين الجميع. كان يشتري الحلوى على أنواعها ويزيّن بها مائدة الطّعام أو المكاتب والمناسبات، أمّا اليوم وبعد أن أصبح كيلو البقلاوة يراوح ما بين الـ٥٠٠ الف والمليون ليرة في بعض المحلات، بات يوازي راتب شهر.
عدا عن الحلويات الشرقية الأخرى الّتي نسيَ اللبناني طعمها. أمّا قوالب الحلوى “غاتو” فأصبحت أسعارها نارية تبدأ من ٣٠٠ ألف وترتفع حسب الطعمة والحجم.
أصحاب الدخل المحدود باتوا غير قادرين على الاحتفال بعيد ميلاد ولد لعائلة “طبيعية” حتى في المنزل، من دون تكاليف مطعم.
ولأصحاب متاجر الحلوى رأيٌ بالموضوع، فيقول أحدهم، أنّهم باتوا يعلمون بأنّ الحلوى صارت للأغنياء في لبنان للأسف، فكل مكوّنات التّصنيع أصبحت أسعارها نارية، من دون أن ننسى كلفة المازوت وإيجار المحلات والكهرباء.
واللاّفت في الموضوع هي ظاهرة جديدة أصبحنا نشاهدها في الشوارع، وهي أشخاص يقودون “توكتوك” محمّلا بأصناف حلوى، منها البقلاوة والكنافة والمعمول، يصنّعونها في المنزل ويبيعونها بأسعار أقلّ من السّوق بأضعاف، ممّا شجّع الكثيرين على الشراء منهم.
وتقول أماني ربّة منزل أنّها في منطقة حارة حريك أصبحت تشاهد بكثرة أصحاب الـ”توكتوك”، لكنّها في البداية كانت متردّدة لناحية تجربة هذه الحلوى نظراً لعوامل النظافة والطّعمة لكنّها اشترت مرّة وأصحبت تشتري دائماً، فالسّعر يختلف كثيرا.
اذاً في لبنان… الرفاهية باتت معدومة، والحياة تتلاشى في انتظار… الفرج.