الحريري راجع!

14 يناير 2022
الحريري راجع!
علي منتش

لو قدر لأحد الزعماء السياسيين ان يردد عبارة “الحريري راجع” تيمنا بعبارة “عون راجع”، دعما لعودة الرئيس سعد الحريري لممارسة دوره السياسي والانتخابي الكامل، لكان بالتأكيد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ، لان عودة الحريري للمشاركة في الانتخابات ستفتح الباب امام امكانية عقد تحالف انتخابي مع معراب.

ثابتتان تنطلق منهما معراب في حديثها عن الانتخابات، الثابتة الاولى انها ستستقبل اكبر كتلة نيابية مسيحية بعد الانتخابات، وهذه الثابتة ستتعرض لانتكاسة جدية في حال عدم حصول  تحالف مع تيار المستقبل، اذ ان اكثر من مقعد نيابي قواتي سيكون الفوز بهم صعبا جدا من دون التحالف مع بيت الوسط.

اما الثابتة القواتية الثانية، والتي كانت شرارة تمظهر الخلاف بين القوات والمستقبل قبل ايام، فهي ان لوائح القوات ستتمكن من الفوز بمقاعد سنية يقوتها الذاتية، اذ ان شعبية جعجع، من وجهة نظر قواتية، باتت عالية جدا في الشارع السني ويتحدث قواتيون عن اربعة نواب سنة سيصلون الى المجلس النيابي على لوائح القوات.

وحتى ان صحت هذه النظرية فإن التحالف مع المستقبل سيكون رابحا اكثر من خوض معركة احادية في الشارع السني، خصوصا انه من السهولة بمكان لخصوم جعجع اعادة تظهيره امام الشارع السني بوصفه زعيما مارونيا يتعدى على “شوارع طائفية” اخرى. هذا اسهل خطاب انتخابي يهديه جعجع لمن يريد ان يسلبه اي شعبية مفترضة في الشارع السني.

في المقابل يشير معنيون بالشؤون الانتخابية الى” انه في عكار يستحيل على القوات الفوز بأي مقعد من دون التحالف مع المستقبل، وفي زحلة، ان كانت معراب تطمح للحفاظ على مقعدين نيابيين فهذا الامر غير ممكن الا بلائحة مشتركة مع التيار الازرق. هذا ينطبق ايضا على بعلبك الهرمل، فاذا اراد جعجع الحفاظ على خرقه في معقل حزب الله عليه ان يتحالف مع المستقبل، والا فإن معركة قاسية وغير مضمونة بانتظاره”.

تؤكد استطلاعات الرأي، بحسب مصادر قواتية، ان شعبية القوات اللبنانية تحسنت في الشارع المسيحي، او اقله بحسب احصاءات اخرى، حافظت القوات على حجمها الانتخابي في مقابل تراجع القوى المسيحية الاخرى، لكن هذا التقدم لا يمكن صرفه انتخابيا نظرا لطبيعة القانون وقواعده، وعليه فإن ضمان التقدم يفرض اولا الحفاظ على المقاعد التي فازت بها القوات في الانتخابات النيابية السابقة وهذا صعب من دون المستقبل خصوصا في الدوائر التي ذكرت سابقا.

لا يؤثر تحالف المستقبل الانتخابي مع القوات ايجابا على نتائج لوائح القوات اللبنانية فقط، انما يؤثر ايضا على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة برمتها، وقد يكون احدى العوامل الاساسية التي ستساهم بتحديد الاكثرية المقبلة في لبنان.