الانتخابات النيابية في بيروت : إنسوا سعد الحريري؟

19 يناير 2022
الانتخابات النيابية في بيروت : إنسوا سعد الحريري؟

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: بات مؤكداً ان انتخابات بيروت ستخلو من الحريرية السياسية، فيما يسود سنَّتها حال من الارباك لم يشهدوه منذ عهد الحريري الاب. قبل مغادرته أعدّ الحريري فريق عمل وخصص له مكتباً في بيت الوسط وأوكل اليه الشروع في ترتيب تيار «المستقبل» استعداداً للانتخابات النيابية. وبالفعل أعد هؤلاء برنامج عمل وبدأوا استقبال المسؤولين في المناطق قبل ان يغادر دون ايداع علم او خبر، وترك المكلفين بالمهام رهينة الحيرة وجوابهم للسائلين واحد «لا نعرف متى يعود ولا نعرف ما اذا كان سيترشح». لا يزال هؤلاء يراهنون على احتمال عودته في توقيت ما يقرره بنفسه. داخل «المستقبل» جناحان واحد يستبعد مغادرة الحريري معتركه السياسي الانتخابي وآخر بات يتعاطى على اساس انه غير موجود وراح يتدبر أموره الانتخابية بنفسه.من دون الحريري ستتوزع اصوات سنة بيروت على مرشحين عدة وتنقسم بين فؤاد مخزومي والاحباش والجماعة الاسلامية ومستقلين. يحل الناخب السني ثانياً في العاصمة بعد الناخب الشيعي الذي سيكون مرتاحاً على وضعه وسيكون له مرشحه السني في العاصمة. أما حلفاء الحريري الاساسيون اي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب «الاشتراكي» وليد جنبلاط فصارا على بيّنة من غيابه عن المعترك السياسي. وها هو النائب وائل ابو فاعور يصول ويجول على سنة المناطق طالباً الرضى ويتصرف وكأن سعد الحريري غير موجود في محاولة لترتيب تحالفاته. أما الثنائي الشيعي فكأنه لا يريد تصديق الخبر ولا يزال يراهن على عودة الحريري لوجود متسع من الوقت الى حين موعد الانتخابات النيابية ويخلق الله ما لا تعلمون.فيما تأقلمت «القوات اللبنانية» ومنذ زمن بعيد مع غياب الحريري وصارت تتصرف على اساسه وتعمل بجهد، وتعد نفسها لوراثة نوابه السنة في اكثر من منطقة خصوصاً في عكار والبقاع.وليس وضع سنة البقاع افضل، مع فارق وجود شخصيات مستقلة لها ثقلها وحضورها الانتخابي في المنطقة وقادرة على تدبر شؤونها، ولكن هل ستبقى ممثلة لتيار «المستقبل» بعد ان تترشح باسمه وتوهم الناس انها مدعومة من الحريري مباشرة؟ هنا ايضاً مستبعد في حال لم يترشح ان يدعم الحريري لوائح تمثل تياره لحاجته حينذاك الى اموال لتأمين مستلزمات العملية الانتخابية. ولو تسنى له وتوافرت تلك الاموال فالأجدى ان يترشح بنفسه من ان يدعم محسوبين عليه.عدم اعلان الحريري صراحة انسحابه من المشهد الانتخابي يربك ايضاً الخبراء في الشأن الانتخابي.

ليس السؤال هنا، ماذا فعل الحريري بنفسه؟ او ماذا فعلوا به؟ فالاجابة على السؤال نتيجتها واحدة عند العالمين بخفاياه «إنسوا سعد الحريري».