كتبت رجانا حمية في “الأخبار” منذ نحو أسبوعين، استحال تعداد المصابين بفيروس “كورونا” أكثر خطورة، مع تخطّي عدّاد الإصابات عتبة الألفين، منتقلاً إلى المرحلة الرابعة من التفشي المجتمعي، وهي أقسى المراحل التي عبرت نحوها البلاد ولا تزال.فمنذ مطلع الشهر الجاري، وفي 18 يوماً، بلغ عدد الإصابات نحو مئة وستة آلاف، بمعدل وسطي يبلغ 6 آلاف يومياً، و293 وفية، وبمعدل 19.3% في نسبة إيجابية الفحوص، من بينها 7592 إصابة و15 وفاة أمس. ولا يتوقع أن الخروج قريباً من الدوامة الخطرة، لا بل إن الأرقام في بعض المناطق تشي بأن الواقع الصحي لا يزال مأزوماً. أما أخطر ما في الأمر، فما هو غير معلنٍ من تلك الأرقام، والذي يردّه البعض إلى تفلّت الكثيرين من فحوص الـpcr إما بسبب كلفتها أو لتشابه العوارض مع عوارض الزكام. وبسبب هذه “الثغرة”، يشكّك الكثير من الأطباء بالأرقام المعلنة، ومن بينهم رئيس اللجنة التنفيذية للقاح كورونا الدكتور عيد عازار الذي يبدي تشاؤماً شديداً، مؤكداً أن “الأعداد الحقيقية للمصابين يومياً هي نحو خمسة أضعاف العدد المعلن”. بحسب عازار، يعني ذلك أن الأرقام «تلامس بسهولة الـ35 ألف إصابة يومياً”!
ليس بعيداً من ذلك، يتحدث المسؤول في مختبر «كوفيد» في الجامعة اللبنانية، الدكتور فادي عبد الساتر، عن واقعٍ وبائي لا يزال “عامراً” بالإصابات رغم ما يشاع عن أجواء تفاؤلية. وينطلق عبد الساتر في تعليله من الأرقام التي ترده من مختبرات مناطق تصنّف «حمراء وبائياً»، مؤكداً سنداً لتلك الأرقام أن الأمور “ليست بخير”.
ويتلاقى عبد الساتر مع عازار لناحية ما هو معلن فقط، مؤكداً أن ثمة أرقاماً كثيرة غير معلنة “وغير موجودة وهي تتعلق بمن لم يجروا فحوصات ومن لم تظهر عليهم عوارض أيضاً، مؤكداً أنها “أرقام أسوأ من المعلن”.