توحيد قوى الثامن من اذار اولوية

19 يناير 2022

على عكس تحركاته داخل بيئته ونشاطه الانتخابي والخدماتي الواسع، لا يزال حزب الله يتعاطى ببرودة في ملف التحالفات الانتخابية، اذ لم يحسم امر تحالفه مع التيار الوطني الحر مثلا، او اذا كان سيعمل على عقد مصالحة بين حلفائه الاساسيين تمهيدا للمعركة الانتخابية المقبلة.
 
الاكيد ان الحزب يرغب بالفوز بالانتخابات لانه يعتبر ان الامر سيعطل مفاعيل الضغوط الاقتصادية وسيعيد تكريس شرعيته الشعبية، اضافة الى الانتصار السياسي الذي سيحققه قبل التسوية الاقليمية ما يمكنه من تحسين شروطه وتوسيع هامش المناورة لديه.
 
لكن الحزب يعلم ايضا ان الاميركيين وخصومه في الداخل اللبناني يعملون بشكل حثيث من اجل سلبه الاكثرية النيابية، حتى ولو لم يؤد الامر الى تشكيل اكثرية مقابلة تخاصمه، كما ان الجو الشعبي العام بعد ١٧ تشرين يعتبر بيئة خصبة لعملية تغيير جدية في المشهد النيابي قد لا تصب في مصلحة الحزب.
 
يقول بعض المقربين من الحزب انه وبالرغم من كل التبدلات الحاصلة فان قوى الاكثرية الحالية ليست بعيدة كثيرا عن الاحتفاظ بأكثريتها فبعض العوامل السياسية والشعبية قد تصب في مصلحتها ايضا، لذا يجب التركيز على تحقيق بعض الاهداف واهمها توحيد قوى الثامن من اذار.
 
قد يؤدي توحيد قوى الثامن من اذار انتخابيا الى تحسين واقع هذه القوى بشكل جدي خصوصا ان التحالف بين التيار الوطني الحر وحركة امل سيكون  احد المداخل الجدية لتعزيز كتلة التيار الانتخابية اذ انه سيكون عمليا تحالفا مع الثنائي الشيعي..
 
ولعل تعطيل مفاعيل كثافة تسجيل المغتربين في دائرة الشمال الثالثة لا يكون الا بتحالف بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار جبران باسيل، خصوصا ان معظم المسجلين في الدائرة هم من خصوم قوى الثامن من اذار والتيار الوطني الحر..
 
من هنا تؤكد مصادر مطلعة ان الحزب بدأ بطريقة او بأخرى محاولات او نصائح لحلفائه من اجل التقريب في ما بينهم ، وهذا ما قد يظهر خلال مرحلة قريبة حتى لو لم يتبلور تحالف انتخابي لكن على الاقل ستبدأ هدنة سياسية واعلامية بينهم كمقدمة لتحالف اعمق انتخابي وربما سياسي.
 
لا يزال الوقت الذي يفصل القوى السياسية عن الانتخابات النيابية يسمح لها بالكثير من التحركات وعمليات المناورة السياسية قبل حسم توجهاتها لذلك فإن الاسابيع المقبلة ستكون اسابيع حاسمة لتحديد شكل التحالفات ومصيرها.