“قوى التغيير” و”القوات اللبنانية”… ارحموا “17 تشرين”!

20 يناير 2022آخر تحديث :
“قوى التغيير” و”القوات اللبنانية”… ارحموا “17 تشرين”!

“نحن الناس العاديون قررنا أن ننتقل من مرحلة الرفض الى مرحلة المبادرة” عبارة أو جملة ترددها مختلف القوى والشخصيات التي دخلت الى عالم السياسة بعد “ثورة 17 تشرين”.
والعبارة فيها الكثير من الآمال التي تدغدغ مشاعر اللبنانيين الذين سئموا الواقع بكل تفاصيله والذين يضعون أنفسهم في حالة بحث مستمر وأكيد عن التغيير الذي يعيد لهم كرامتهم وحقوقهم المختلفة المسلوبة.

والمفارقة ان بين التغيير المطروح والتغيير الذي ينشده المواطن مسافة واسعة وأزمة واضحة، فالمسافة التي تفصل بين اللبناني والسلطة السياسية على ما يبدو هي نفسها التي تفصل بينه وبين القوى التي تطلق على نفسها صفة “التغيير”.
لسنا هنا في وارد المحاكمة ولا المحاسبة ولا حتى التشكيك برغبة هذه القوى في احداث الفرق ومحاولة انتشال البلاد والعباد من نار جهنم التي احرقتنا جميعا دون استثناء.
لكن، لا بد من طرح علامات الاستفهام ولا بد من قراءة ما نشهده وما يصل الينا عبر المؤتمرات الصحافية اوعبر الهمس في الصفوف الأمامية والورائية لهذه “القوى التغييرية”.
ففي الشكل، يبدو واضحا الاقدام والسرعة في اطلاق الموسم الانتخابي عند “القوى التغييرية” و”القوات اللبنانية” في آن معا، فبعد اطلاق “ائتلاف شمالنا” أطلت القوى التغييرية على اللبنانيين من عكار ضمن تجمع أطلق عليه تسمية “ائتلاف القوى التغييرية في عكار” والتي وحسب المعلومات لم تتمكن من التجمع الا في الربع الساعة الأخيرة مؤجلة خلافاتها ونقاشاتها وهي أمر طبيعي الى المراحل المقبلة أي مراحل اطلاق الماكينة الانتخابية واعلان اسماء المرشحين لخوض غمار الانتخابات النيابية.
وما بين الائتلافين، بدا لافتا حراك “القوات اللبنانية” التي اختارت البترون منصة لاعلان حضورها الانتخابي الذي لا يختلف اثنان على حجمه وقوته.
لكن بعيدا عن القوة الانتخابية للقوات وبعيدا عن اختيارها البترون كاشارة واضحة للمنافسة القوية بينها وبين التيار الوطني الحرّ، ما يهم في هذا الاطار هو تماهيها بالشكل مع ” القوى التغييرية”.
وهنا برز حديث لمرجع قيادي في ” ائتلاف القوى التغييرية في عكار” الذي عبّر بصورة واضحة عن عدم الرغبة في التحالف مع اي من أحزاب او تيارات السلطة نظرا لانها أوصلت البلاد الى وضعيتها الحالية وأنهكت المواطن بأدائها .
وفي الوقت نفسه لم يتردد هذا المرجع القيادي من التأكيد أنه “من غير المنطق ان نتحالف مع القوات اللبنانية في عكار، اذ اننا سنأكل من صحون بعضنا البعض فنحن وحتى الآن قد نصل الى حاصلين وأكثر والقوات اللبنانية لها حضورها في المنطقة لاسيما بعد التخبط الواضح في صفوف تيار المستقبل، لذلك قد يؤدي التحالف الى اضعافنا واصعاف القوات اللبنانية”.
ويضيف ” وجود القوات اللبنانية في الندوة البرلمانية يشير الى وجود حلفاء اكيدين لمختلف القوى التغييرية التي ستصل الى مجلس النواب”.امام هذه الصورة في شكلها ومضمونها باتت الأسئلة وعلامات الاستفهام كثيرة، لكن الأجوبة غير واضحة وغير أكيدة، فاحتمال الاستمرار في ركوب أمواج الثورة وارد واحتمال وقوع “القوى التغييرية” في مغالطات وارد أيضا كما ان عكس هذين الاحتمالين يمكن ان يكون هو الصحيح.ولمعرفة الصحيح لابد من الانتظار حتى تتضح معالم التحالفات والتقسيمات التي يؤما ان تنتج مجلسا نيابيا يشّرع ويحاسب ويمثل اللبنانيين على اختلافهم وتنوعهم.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.