مقاطعة سنية تخلخل اسس الانتخابات النيابية؟

21 يناير 2022
مقاطعة سنية تخلخل اسس الانتخابات النيابية؟

لا يقلل الحديث عن بدائل لقرار العزوف عن الترشح الصدمة التي خلفها الرئيس سعد الحريري فور وصوله إلى بيروت ، رغم كونها متوقعة ، الا أن وقعها كان ثقيلا على واقع سياسي لا يحتمل المزيد من الازمات.

يقول العارفون بأن نائب بيروت السابق الرئيس تمام سلام فتح الطريق أمام سبحة من القرارات بالعزوف السني عن الترشح ، ومن المتوقع ان تكر السبحة تباعا، فيما يبقى النقاش معلقا حيال كيفية تشكيل لوائح موحدة او ترك الفراغ يأخذ مداه كي يصبح عاملا ضاغطا لإعادة التوازن السياسي المفقود حاليا وإعادة الاعتبار لاتفاق الطائف فعلا وليس قولا.تفيد نظرية سياسية ، بأن أميركا والخليج المتحالف معها يعمل على التخلي عن لبنان و تفضيل الإبتعاد قليلا دون مواجهة النفوذ الايراني المتمادي وسطوة حزب الله المطلقة، حتى يلحق مصير العراق لناحية حتمية الانتفاض في المستقبل  ذلك أن طبيعة المجتمع اللبناني المتعددة و المتنوعة تأبى “الطغيان” الطائفي والمذهبي.

كما لاحظت شخصية سياسية تراجع حماسة الإدارة الأميركية ونظرائها الاوروبيين خوض معركة استقلال لبنان عن المحور الايراني ، بل توحي بعض المعلومات عن اتجاهات داخل وزارة الخارجية الأميركية تقضي بفتح أبواب التفاوض مع حزب الله و الكف عن مقارعته انتخابيا، طالما ان التغييرات المتوقعة لا تتجاوز العشرة في المئة باحسن الأحوال. أمام هذا الواقع، ليس من خيار  أمام الخاسر الأكبر المتمثل بالطائفة السنية سوى درب المقاطعة على غرار القرار المسيحي الحاسم في الدورة الانتخابية الأولى عام 1992 و التي ادت إلى خلل فاضح في التمثيل النيابي جرى استدراكه في الدورات اللاحقة وان كان لم يؤد إلى تذليل الاحباط المسيحي حتى انفجار الوضع في العام 2005. انطلاقا من ذلك ، رغم البلبلة في قيادة المستقبل ومسارعة نائب رئيس التيار مصطفى علوش إلى التأكيد على خوض الانتخابات بمعزل عن قرار الحريري ، فإن الانطباع الغالب بأن الحريري سيجري جولة محادثات لفترة زمنية محددة تتعلق بذكرى 14 شباط قبل أن يشد الرحيل مجددا، و هذا ما يثير استياء وعتب رئيس مجلس النواب نبيه بري كونه يعي فداحة القرار بالعزوف السني وصولا حتى المقاطعة الشاملة.