أكد نقيب الأطباء البروفسور شرف أبو شرف أن المواطنين بما فيهم الطواقم الطبية والتمريضية يعانون كثيرا بسبب غياب التأمينات الصحية الضرورية، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور وانهيار سعر صرف الليرة لبنانية، الأمر الذي يضطرهم إلى دفع فروقات باهظة للحصول على العلاج والاستشفاء اللازم.
ورأى في حديث تلفزيوني أن التكاليف الاستشفائية أصبحت مرتفعة جدا ولا قدرة للمواطن على تحمّلها. وأضاف ان وزير الصحة يعمل بكل جد وجهد لمحاولة إيجاد حلول لهذا الموضوع ، وتغطية مرضى الوزارة، وهو مشكور على هذه الجهود التي يقوم بها. لكن مرضى المؤسسات الضامنة الرسمية والخاصة، يدفعون الثمن في هذه الأثناء من صحتهم، او يلجأون إلى الاستدانة وشحذ المال لتأمين التكلفة، وهذا أمر غير مقبول وغير إنساني. لذلك من الضروري العمل سريعا و سويا للمحافظة على صحة الناس وكرامتها. وشدد ابو شرف على ان الصحة حق للمواطن وكرامة. وفي غياب هذا الحق فإن باب الهجرة مشرّع على مصراعيه، والكفاءات عندنا تهاجر بأعداد كبيرة، بما فيها الطواقم الطبية التمريضية والاستشفائية. وذكّر بأن عدد الأطباء الذين هاجروا حتى الآن ناهز 2500 طبيبا، وكذلك عدد الممرضات. وهذا ما حذّرت منه نقابة الاطباء مرارًا طالبةً بإلحاح من كل المسؤولين ضرورة العمل والتعاون لتدارك هذا الخطر الداهم والنزف المتواصل قبل فوات الأوان.
وختم ابو شرف قائلًا ان الحل قد يكون عبر طلب مساعدات من الخارج لتغطية تكاليف العلاجات الصحية و الاستشفائية في هذا الظرف العصيب ، فهناك دول ومنظمات عالمية أبدت رغبتها في المساعدة شرط وضع خطة إصلاح وشفافية من قبل الحكومة.
وقد آن الأوان للعمل الجدي على تغطية صحية شاملة لجميع المواطنين، تقوم بها وزارة الصحة العامة فتحدد الخدمات الصحية، وتدفع الكلفة عبر الميزانية العامة ، وتراقب كل القطاع الصحي وتنظمه، وتدعم الصناعة الوطنية للدواء وتخفف كلفة استيراد الأدوية. بهذا وحده تستقيم الامور وتحافظ الدولة على صحة المواطن وكرامته، ومن له أذنان سامعتان فليسمع.