استقطاب “التيار” ام استثمار “القوات”؟

24 يناير 2022
استقطاب “التيار” ام استثمار “القوات”؟

تتجاوز تداعيات القرار المتوقع للرئيس سعد الحريري من موضوع الانتخابات النيابية البعد السني، باتجاه طبيعة  التركيبة السياسية للمجلس النيابي المقبل في حال حصول الانتخابات النيابية في موعدها، ما  يخلط الأوراق و يفرض مراجعة  الحسابات وفق النقطة الأساس المتمثلة بالغالبية السياسية و الأكثرية النيابية.

 
تشير المعطيات الأولية إلى أن تحرك  الثنائي السياسي جنبلاط – بري بإتجاه الحريري لثنيه عن قراره لم يسفر عن نتيجة مرضية، حيث لجأ  الاخير في بيت الوسط وفي عين التينة إلى اجراء جردة حساب سياسية منذ الثورة الشعبية التي دفعت لبنان نحو قاع  الازمة بشكل مباغت، وقد خرجت النقاشات بخلاصة مفادها رفض الحريري التضحية وفق منطق “ام الصبي” وهو الذي يحصد حتى اليوم خسائر التسوية الرئاسية مع ميشال عون.
 
استعراض تجربته المريرة مع انطلاق المبادرة الفرنسية حتى، كان هدفه رمي كرة النار الى حضن أطراف السلطة راهنا، في سبيل كشف حجم المرارة التي يشعر بها الرجل بعد إجهاض مبادرة الرئيس ماكرون والالتفاف عليها من قبل” الثنائي الشيعي” وجنبلاط بصفته  العراب الأول  لمنطق التسوية ومن ثم القوى المسيحية والتيار كما القوات بصورة  خاصة” .
إيحاء الحريري “بالغدر” الذي تعرض له من شركائه، يتم تظهيره عمليا بصورة مباشرة مع القوات اللبنانية  كما التيار الوطني الحريري خصوصا وان النقاشات داخل تيار  المستقبل والكتلة النيابية افضت إلى كون الطرفين لم يلتزما بآداب التحالف السياسي، فالقوات حاربت نفوذ التيار الوطني الحر بعضلات المستقبل ثم قفز جعجع لتأييد ترشيح عون فور محاولة الحريري ترشيح فرنجية ، وكذلك التيار الوطني الحر اراد الحريري جسر عبور لوصول عون الى سدة الرئاسة قبل  استنزاف التسوية الرئاسية.
وفق مصادر متابعة ، لم يأت  غزل جبران باسيل نابعا من فراغ كونه يعمد إلى محاولة فتح كوة في جدار الخلاف مع الحريري خصوصا وان القواعد الشعبية المشتركة هي في عمق دائرته الانتخابية حيث للصوت السني وزن بارز، واذا كان من المتعثر إتمام تفاهم منحز في العجالة القائمة، فلا بأس من استقطاب الصوت المسيحي واستغلال المنطق القائل بأن القوات تحاول السطو على الطائفة السنية بشكل سافر.
 
لا ينكر بعض المتابعين نجاح باسيل إلى حد ما في تبريد الجبهة مع المستقبل، في ضوء التعميم الذي اصدره بضرورة ابداء التعاطف الكامل كما التضامن مع موقف الحريري ، خصوصا في ظل الخلاف الذي تشب وتطور بطريقة سريعة جدا بين التيار الأزرق والقوات، والمرشح لمزيد من الجولات في ظل اصرار جعجع على تحسين  صورته داخل الطائفة السنية.
 
في ضوء ذلك،فان استثمار النقمة الشعبية من قبل الطرفين المسيحيين داخل قواعد المستقبل الشعبية امر بديهي، وبدأت ملامحه ترتسم في ظل غموض مطلق في تعامل المستقبل مع هذه المحاولات، علما بأن بعض الأحاديث إشارت في بيت الوسط إلى رفض تام لعملية السطو على الإرث الشعبي فور وصول الحريري إلى بيروت واستباقا لتحديد  موقفه النهائي.