في منتصف الطريق الدولية التي تربط الناقورة غربا ببنت جبيل ومرجعيون شرقا والتي لا تبعد اكثر من 500 متر عن الحدود الدولية جنوبا ترتفع وسط ساحة بلدة يارينً صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري .
هذه الصور والملصقات يستظل في فيئها عشاق المستقبل وتعبر عن ارآئهم ويتامهون مع ما يعتبرونه رمزا للبنان وللحرية والاستقامة والقلب الطيب الرئيس سعد الحريري.
هؤلاء انتظروا بفارغ الصبر عودته اليهم فرحلوا اليه خلال اليومين الماضيين ليقولوا له “نحنا الخرزة الزرقا” وما “منقبل غيرك زعيم ” و”سعد الحريري زعيمنا في لبنان” وكانوا يمنون النفس بتكريس زعامته بالترشح للانتخابات النيابية وان يتخلص من كل الضغوط عليه داخلا وخارجا.
المطران شكرالله نبيل الحاج فابدى اسفه لعدم ترشح الحريري وقال لـ”لبنان الكبير”: “لا يجوز ان يفقد البرلمان نبل واخلاق الرئيس سعد الحريري. لبنان يمر بازمة كبيرة وبحاجة جدا له باعتداله ونبله”.
وسأل المطران الحاج: “من سيساعد على انتشال لبنان من ازماته في غيابه عن الحياة السياسية وخلفياتها؟”.
اما عضو لجنة تجار صور غزوان حلواني فقال: “لا يمكن ان نصدق ان الرئيس الحريري سيدير ظهره لقاعدته الشعبية المحبة والمعتدلة”. وسأل: من سيملأ هذا الفراغ الذي سيحدثه؟. واضاف: “عملا بمبدأ الاوعية المتصلة نخشى ان يكون البديل تطرفا وهو ما لا يحتمله وضع البلد”.
ولفت حلواني الى ان جماهير تيار المستقبل الممتدة من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال مرورا ببيروت والبقاع وجبل لبنان جماهير ودودة ومحبة ولا تعرف العنف، ليته لم يتخذ مثل هذا القرار “بعده رح تضيع ناسه”.
من جهته، اعرب رئيس بلدية البستان عدنان الاحمد عن تأييده لخطوة الرئيس الحريري لان “الكثير من الطبقة الاساسية لا تريد “الاوادم”، وقال: “حتى الثورة لم تكن بالآمال المعقودة عليها وعندما كان الحريري رئيسا للحكومة تحركوا وعندما استقال اصبحوا لا صوت ولا حس”.
وسأل: كيف يبقى مع مثل هؤلاء الذين تلقى منهم الطعنات في الظهر. واضاف :”وحده الرئيس بري لم يطعنه وكان نصوحا له اما الباقي فلا، ذهب ولنرَ كيف سيحكمون وكيف سيقومون بالبلد”.
من جهته، اعتبر نائب الأمين العام المساعد لمنبر الوحدة الوطنية محمد نديم الملاح أن عزوف الرئيس سعد الحريري عن الترشح او خوض الإنتخابات النيابية هو عزوف الإعتدال عن المشهد السياسي اللبناني. وأكد أن غياب الرئيس الحريري مؤشر خطير وله تداعياته السلبية على لبنان والمنطقة، فسنّة لبنان لطالما كانوا المحطة وجسر التواصل بين الطوائف المتعددة، وبالتالي عزوف سعد الحريري وما يمثل من حيثية شعبية عابرة للطوائف بالدرجة الأولى وزعيم سنّي معتدل تعني افساح المجال امام بعض المأجورين والمتلونين الذين يتاجرون بحقوق الطوائف بالتحكم برقاب العباد”.
وختم الملاح: “نحترم قرار الرئيس الحريري لكن حرصاً على المصلحة الوطنية والعربية، فنحن مع افضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية وعالمنا العربي ونعتبر أمنهم من أمننا القومي، لذا وحفاظاً على ما تبقى من الكيان اللبناني ندعوه إلى التراجع عن قراره وخوض المعركة الإنتخابية بكل ديموقراطية كما عهدناه”.