كتبت زيزي إسطفان في “نداء الوطن”: “من دون دفّ يرقص المجتمع اللبناني، ولا تنقصه ظواهر غريبة ولا نماذج إنسانية عجيبة حتى «يفوع» وينقسم على نفسه من جديد حولها. في فضائه التواصلي تثير هذه الظواهر موجات من السخرية والانتقادات لكنها تجد من يتبناها ويؤمن بها. من «الرسول الحكيم» منقذ الأرض والبشر الى»البرنامج الكوني المخترق» والفيروسات الطارئة، وصولاً الى «الله يخلي الشهداء اللي راحوا». ظواهر تزداد غرابة على ما يبدو مع اشتداد أزمات الوطن ويرتفع منسوب «الدهشة» فيها كما اللامنطق، وصولاً الى حدود السذاجة و»الهبل».في ما مضى كان غريبو الأطوار كما السذج واصحاب العقول الخفيفة مستورين خلف جدران منازلهم لا يعرف بهم إلا أهلهم والجيران أما اليوم فقد صاروا حديث كل الناس، بعد ان فتحت لهم الـ»سوشيل ميديا» كما شاشات التلفزيون ذراعيها وقدمتهم للعلن نجوماً من كرتون. ظواهر غريبة تتدرج من العبقرية (او ادعائها) الى السخافة والهبل نحاول أن نستكشف ما وراءها.النشأتجي…بالأمس أطلت علينا كارمن شماس عالمة الفلك التي اعتاد الجمهور اللبناني والعربي متابعة توقعاتها الفلكية برفقة نموذج إنساني غريب، مدعية أنه الرسول ومعلنة «هنيئاً لنا وللعرب والعالم أجمع برسول مرسل بعد أكثر من 1500 عام، هنيئاً للأرض بابنها البار منقذها من جحيم البشر والأشرار. لو كنتم ترون لرأيتم وهج النور فوق لبنان منذ أسبوعين، ولشعرتم بقوة النور الإلهية ولتأملتم ولعرفتم أنكم أكثر أماناً تحت جناح النور الساطع». والرسول يحمل اسم «الحكيم» نشأت منذر أو نشأت مجد النور وقد انطلق على ما يبدو في عمله النوراني وتنبؤاته من مصر وبعدها جاء الى لبنان ليتمم رسالته الإنقاذية. في إطلالته التي شكلت الحدث في لبنان رغم فظائع ما يجري فيه من أحداث، رسم على صلعته رسومات «مرمّزة» وأمسك بيمينه صولجاناً اشبه بعصا ستارة والتَحفَ بعباءة عربية وراح يلقي عظة حول مستقبل البشرية جمعاء. ولم تكن تلك عظة الحكيم الأولى فالمرسل له آراؤه في كل أمر من تربية الأولاد الى قتل الحيوانات وتناول البيض الذي يسكنه الشيطان، الى اتخاذ الشياطين لأشكال البشر ومن بينهم الزوجة، الى التبصير وعلاج الأمراض المستعصية وحتى الى تشكيل الحكومة اللبنانية. وتبدو الشماس التي استضافت «مجد النور» مرات عديدة عبر برنامج ماورائي يحمل عنوان «مفتاح الاستنارة»، مأخوذة بأقوال الحكيم ومثنية عليها وموافقة على كل عبرة ودرس للشعب الجاهل.
ومن أقوال مجد النور المأثورة: «عصاي السحرية أتنقل بها بين البلدين بدقيقة واحدة، والخاتم أنشر به طاقة حب أو غضب حسب رضاي على شعوبي. وكل شخص يقوم بشتمي سوف يشاهد كوابيس ويصير معه حوادث».ويوم الخميس تقدم أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي بإخبار للنيابة العامة التمييزية ضد المدعو نشأت منذر «الذي يدعي زوراً وبهتاناً أنه رسول مرسل من السماء، وصاحب رسالة سماوية، وطلب من النيابة العامة التمييزية اتخاذ الإجراء القانوني اللازم بحق نشأت منذر وكل من يظهره التحقيق، سنداً لأحكام المادتين 317 و474 من قانون العقوبات». فهل يُسجن المرسل حديثاً من السماء؟أما كارمن فقد شُهد لها مؤخراً بأقوال مأثورة غيرت فيها التاريخ مثل قولها إن أعجوبة الأرغفة والسمك للسيد المسيح قد حُرفت لأن السمك الذي باركه المسيح وأكثره هو عنب، وكذلك قولها إن الكورونا لن يرحل ما لم يتحول الناس كلهم الى نباتيين ويكفوا عن أكل اللحوم ولا سيما البيض الذي يسكنه الشيطان”…