تنافس على الشارع السني..و” المستقبل” يسعى لعزل “القوات”!

26 يناير 2022
تنافس على الشارع السني..و” المستقبل” يسعى لعزل “القوات”!

بدأ الاشتباك الاعلامي امس بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل على خلفية موقف رئيس القوات سمير جعجع من اعلان الرئيس سعد الحريري تعليق النشاط السياسي لتياره، لكن هذا الاشتباك الذي قد يتوسع بشكل تدريجي خلال الايام المقبلة يعود الى التراكمات السابقة بين الحزبين.

لا يوجد لدى المستقبل ما يخسره، بل على العكس سيبني ويراكم على كلمة الحريري وقراره لاعادة شد العصب، واولى موجبات هذه العملية عزل “القوات” عن الساحة السنية، وافشال خطة جعجع بالحصول على اصوات سنية لمرشحي القوات اولا، وضم نواب سنة الى كتلته ثانيا.واذا كان تعليق المستقبل نشاطه السياسي يخدم اهداف جعجع نظريا، فإن الاشتباك بين المستقبل والقوات يعطل اي امكانية استثمار قواتية في الفراغ داخل الشارع السني، اذ يعمل قياديو المستقبل على زيادة حجم الخصومة العلنية مع القوات، واظهارها بمظهر المسبب الاساسي لما وصل اليه التيار الازرق وهذا كفيل برفع الغطاء السني عن اي شخصية سنية تتحالف مع القوات ويبعد الشارع السني تدريجيا عن تقبل الخطاب القواتي.

الدعسة الاعلامية الناقصة قواتيا بالتعليق على كلمة الحريري تلقفها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي غرد بإيجابية واضحة تجاه الحريري وصوب سهامه بإتجاه جعجع متهما اياه بالسعي الى الحرب الاهلية. يعلم باسيل ان هذا الخطاب لم يعد “ربيّحا” في الشارع المسيحي، خصوصا ان كل طرف بات يمتلك كتلته الصلبة وغير قادر على التأثير بعموم الرأي العام، لكنه اراد مخاطبة الشارع السني.يعمل باسيل على اظهار حسن نواياه تجاه السنة من خلال تضامنه مع الحريري وملاقاة قياديي المستقبل بالهجوم على جعجع، وهذا، ان لم يؤد الى استفادته من اصوات سنية، وذلك مستبعد، فسيساهم، من وجهة نظر عونية، بزيادة الشرخ بين الشارع السني والقوات اللبنانية، وبالتالي حرمانها من قدرتها على استقطاب اصوات اضافية لتعزيز كتلتها النيابية.بين هذا وذاك تعمل قوى الثامن من اذار على تثبيت واقعها الشعبي في الشارع السني، خصوصا انها تملك بنى تنظيمية عبر الاحزاب العلمانية والحليفة لسوريا في عدة دوائر سنية، وعليه فهي ستسعى الى ضمان كتلتها الناخبة والمراهنة على تراجع نسب التصويب من اجل تعزيز حواصلها. هذا طموح هذه القوى في الاشهر المقبلة، لا اكثر ولا اقل.

فتح تيار المستقبل بإنكفائه وانسحابه من الانتخابات النيابية شهية معظم القوى السياسية لوراثة الحالة الشعبية المستقبلية في الشارع السني، وهذا  ما يبدو صعبا بالنظر الى البدائل المطروحة من خارج الطائفة السنية، وعدم وضوح التوجهات العامة للقوى السنية الفاعلة، التقليدية والمستجدة..