كتب نجم الهاشم في” نداء الوطن”: لم تستوعب شخصية إسلامية دينية لها حضورها الفاعل قرار الرئيس الحريري مع أنها كانت في أجواء ممهدة له ذلك أنها أيضا عايشت مرحلة ما بعد 17 تشرين.تتوقع أنه في حال حصلت الإنتخابات واستمرت هذه الأجواء سيكون هناك امتناع سني كبير عن المشاركة قياساً إلى الإستياء الذي تركه قرار الحريري ذلك أن الأسماء التي تطرح نفسها أو المطروحة حتى اليوم لا تترك ارتياحاً لدى الرأي العام في الشارع السني في بيروت وفي المناطق. ولذلك ترى هذه الشخصية أن على دار الفتوى أن تتولى دوراً كبيراً لمنع حصول مثل هذا الأمر وتبديل مزاج الشارع السني.فالأحباش مثلا لديهم حزبيتهم ومؤيدوهم وهم قاعدة محصورة لا يمكنها أن تتحول إلى قوة أكبر وتستقطب من هم ليسوا من محازبيها. والجماعة الإسلامية تنظيم حجمه معروف ولم يستطع أن يتمدد داخل الساحة السنية. تتوقف الشخصية المذكورة عند النائب فؤاد مخزومي وتعترف بأنه قام بحركة سياسية لافتة في الأسابيع الماضية وأعلن مواقف عالية السقف ولكنها تعتقد أنه لم يحقق الغاية المرجوة ذلك أن انتقاداته للرئيس سعد الحريري سترتد عليه سلباً لأن جمهور الحريري اعتبر أنه حاول استغلال ضعف الحريري ليبني عليه وبالتالي لن يتحول مخزومي إلى حالة شعبية أكبر بكثير مما يمثل اليوم. فالسنة لا يمكنهم أن يعتبروه أنه ضمانة لهم كما كان رفيق الحريري وسعد الحريري. تسمي هذه الشخصية أسماء عديدة تعتقد أن «حزب الله» يعمل على دعمها ومدها بعناصر القوة من المال والمساعدات وهي تتوزع في بيروت ومختلف المناطق وتذكر على سبيل المثال لا التعميم كمال الخير في الشمال وشاكر البرجاوي في بيروت والأحباش. وتقول هذه الشخصية أن معلومات توفرت لديها عن لقاء جمع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع الشيح حسام قراقيرة رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) من أجل التنسيق والتحالف في الإنتخابات. عن الدور الذي يمكن أن تلعبه دار الفتوى في هذا المجال من أجل منع السنة من الدخول في حال من الإحباط الكبير، تقول هذه الشخصية أن المفتي عبد اللطيف دريان واع تمام لخطورة مثل هذا الأمر ويعتبر أنه هدف يريد محور الممانعة تحقيقه ولذلك لا بد من العمل لمنع حصوله. ومن هنا هناك تواصل بين دار الفتوى وعدد من القيادات السنية كرؤساء الحكومات السابقين من أجل بلورة موقف يمنع عزلة الطائفة السنية ويحول دون سقوطها السياسي واضمحلال تأثيرها في اللعبة الداخلية وتهميشها ذلك أن هذه المحاولات لم تبدأ اليوم وكنا نعيشها منذ ما قبل اتخاذ الرئيس الحريري هذا الخيار. ولكن في هذا التحرك تحاذر دار الفتوى الدخول في مشاكل مع القريبين من جو «حزب الله» كعبد الرحيم مراد وغيره. هل يمكن أن تؤدي هذه الإتصالات إلى لقاء في دار الفتوى مثلاً؟ لا تستبعد الشخصية الإسلامية الدينية القريبة من دار الفتوى مثل هذا الأمر ولكن بعد أن تكون هذه الإتصالات نضجت وتوصلت إلى اتفاق يمكن الإعلان عنه لرسم خريطة طريق للتحرك قبل الإنتخابات النيابية ومن أجل تنظيم عملية الدخول في هذه الإنتخابات كمرجعية ناظمة لها حتى لا تعم الفوضى ويسود التنافس وتحصل الخلافات.