كتب مايز عبيد في” نداء الوطن”: لا شك أن قرار رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري بتعليق العمل السياسي مع تياره، خلق ضياعاً وخلط الأوراق الإنتخابية والسياسية مجدداً في محافظة كعكار، فيها ثقل انتخابي كبير لـ”المستقبل” و4 نواب ينتمون لكتلته في مجلس النواب. كان الجميع ينتظر كلمة الحريري بشأن الإنتخابات وافتتاح نشاط التيار الإنتخابي لتتوضح الصورة، فإذ بقرار العزوف يزيد المشهد الإنتخابي ضبابية على ضبابيته.على صعيد نواب “المستقبل” الأربعة في عكار أو المناطق، ثمة معلومات بأن الحريري وخلال لقائه نواب الكتلة لم يطلب منهم الإنسحاب من الحياة السياسية وعدم خوض الإنتخابات، إنما ترك الأمر لكل منهم أن يقدّر وضعه في دائرته ويتصرف وفقه، ولكن أن يكون ترشيحه من دون صبغة “المستقبل” هذه المرة. وعلى هذا الأساس يفترض أن تنطلق الإستعدادات الإنتخابية لدى المرشحين والنواب ومن أراد الترشح منهم، سيما وأن اي بيان لم يصدر عن أي من النواب الأربعة يؤكد خوضهم الإنتخابات في أيار من عدمه، ولو أن أوساطهم توحي بأن هناك اتجاهاً لخوضها. وفي السياق علمت «نداء الوطن» من أوساط النائب وليد البعريني، بأن الأخير مستمر في أداء مهامه مع الناس وسيكون مرشحاً للإنتخابات طالما أن الدافع الشعبي لترشّحه ما زال قائماً، وهو ما تؤكده كل الإستطلاعات وبالتالي سيكون مرشحاً بناءً على هذا التفويض الشعبي. بالمقابل، ثمة من يعتقد بأن عزوف الحريري سيصعّب المهمة على النائب في كتلة “المستقبل” عن المقعد الماروني في عكار هادي حبيش، الذي لطالما حظي بغطاء “المستقبل” الذي يؤمّن له آلاف الأصوات للفوز، وإذا ما تشرذمت الكتلة الناخبة الزرقاء وباتت من دون ضابط إيقاع فإن تأمين الحاصل الإنتخابي له لن يكون سهلاً.بموازاة “المستقبل” ثمة حراك انتخابي لأحزاب أخرى على الأرض منذ مدة، لا سيما حزب “القوات اللبنانية”، ولديه نائب واحد عن عكار (روم أرثوذكس) هو العميد وهبة قاطيشه. وتقول أوساط قريبة من “القوات” في عكار بأنها «تسعى إلى تشكيل لائحة في عكار من قواتيين ومن يشبههم في التفكير والمنطق السياسي”. أما على صعيد “التيار الوطني الحر” فمن غير الواضح كيف سيخوض الإنتخابات وهل سيشكل لائحة خاصة أم يتحالف مع قوى 8 آذار؟ وكذلك من غير الواضح ما إذا كان “حزب الله” سيجير دخوله إلى عكار خدماتياً لمصلحة البرتقالي أم لمصلحة لائحة لـ8 آذار على غرار 2018 أم ستكون له لائحة خاصة.وكان لافتاً تعميم “التيار الوطني الحر” على محازبيه بعدم الخوض في مسألة عزوف الحريري لأنها خسارة وطنية وعلينا التروي وتهدئة الخواطر مع الشارع السنّي، الأمر الذي وضعه البعض في إطار سعي “التيار” إلى خطب ود قاعدة “المستقبل” الشعبية.