كتب طوني عيسى في” الجمهورية”:لبنان هو نقطة التقاطع المثالية بين إيران وإسرائيل والعرب والأميركيين وسواهم. وإذا شاءت الأقدار أن تصل الشرارة اليمنية- الإماراتية- السعودية إلى البركان اللبناني، فهي ستهدّد بحريق يصعب إخماده. وبالتأكيد، لا يريد الخليجيون للبنان أن يتجرَّع هذه الكأس المرَّة. لكنهم يعتقدون أنّ المسؤولية تقع على اللبنانيين أنفسهم. فتموضع لبنان في المحور الإيراني سيدفعه إلى الاشتعال عاجلاً أو آجلاً.
هل يعني ذلك أن يبحث الإسرائيليون عن ثغرة لبنانية للدخول على خطّ النزاع العربي- الإيراني؟ وما دور الأميركيين في هذه المسألة؟
في الأسابيع الأخيرة، تزاحمت الاستحقاقات اللبنانية التي يمكن أن تمنح إسرائيل والولايات المتحدة فُرصاً لفرض طروحات قد يعجز اللبنانيون عن رفضها:
مفاوضات الناقورة التي انزلق فيها لبنان إلى ضغط غير مسبوق، مع انتظار عودة الموفد الأميركي عاموس هوكستاين قريباً، المفاوضات الحسّاسة الجارية مع صندوق النقد الدولي، اتفاقات الغاز والكهرباء مع مصر والأردن والتي يتردّد أنّها جزء من شبكة المصالح الإقليمية المتعلقة بالطاقة، والتي تشكّل إسرائيل نواتها. ووسط كل ذلك، هناك مَن يطرح أسئلة عن مغزى الحوادث المتلاحقة بين جنود «اليونيفيل» وسكان القرى الحدودية، ولأول مرّة بهذه الوتيرة، والتي لا تبدو مجرَّد صدفة.
في هذا المناخ، هناك «داعٍ للهلع» في لبنان. فالحروب في لبنان ربما تكون بديلاً من حروب أخرى، على أراضٍ أخرى. ولكن، ثمة مَن يعتقد أنّ الوقت تأخَّر جداً، وأنّ لبنان على الأرجح «داسَ بقدميه على اللغم»، و«مَن ضرب ضَرب ومَن هرب هرب».