رسائل مهمّة.. ما هو هدف عون من زيارته إلى دار الفتوى؟

30 يناير 2022
رسائل مهمّة.. ما هو هدف عون من زيارته إلى دار الفتوى؟

حملت زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى دار الفتوى سلسلة من الرسائل المهمّة، خصوصاً أنها تأتي وسط ظروفٍ حساسة تمرّ بها الطائفة السنيّة بعد قرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله بالحياة السياسيّة.
زيارة عون التي حصلت يوم أمس جاءت بعد زيارة المفتي الشيخ عبداللطيف دريان إلى السراي الحكومي يوم الجمعة حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
في الشكل والمضمون، كانت زيارة عون أساسية، وقد أتت أيضاً بعد توافق حاسم لقيادات الطائفة السنية على أنه لا مقاطعة للانتخابات النيابية. هنا، أراد عون تثبيت هذا الموقف أكثر ودعمه مباشرة للحفاظ على التوازنات، في حين أنه قطعَ أي استغلالٍ من جهات عديدة تحاول تطيير الانتخابات أو تأجيلها بذريعة غياب الميثاقيّة. 
ماذا تعني زيارة عون إلى دار الفتوى؟
عبر زيارته، شاء عون أن يُؤدي رسائل عديدة عبر أكثر من اتجاه سواء في الداخل أو للخارج.وتقول مصادر مقرّبة منه لـ”لبنان24″ إنّ “الأخير لم يرضَ بتهميش الطائفة السنية أبداً كما أن موقفه حاسم ضدّ أي مقاطعة للانتخابات”، وأضافت: “يعتبر عون أن انكفاء الطائفة السنية هو تكرارٌ لتجربة انكفاء المسيحيين وتغييبهم في انتخابات العام 1992. وعليه، فإن عون لا يريدُ إعادة ترسيخ تلك الحقبة من جديد، بل يسعى إلى منع أي إقصاءٍ مهما كانت الظروف”.
بالإضافة إلى ذلك، قطع عون كافة الشكوك حول إمكانية الذهاب نحو تأجيل الانتخابات أو تطييرها، الأمر الذي يعتبر رسالة باتجاه المجتمع الدولي المُصمّم على إجراء الاستحقاق مهما كلّف الأمر.
ومما لا شك فيه هو أنّ تمسّك عون بموقف دار الفتوى يعتبرُ انطلاقة قوية نحو دول الخليج التي ترى في دار عائشة بكار إطاراً جامعاً في لبنان وقاعدة واحدة تؤكد التمسك بالعلاقات العربيّة والخليجية على كافة الأصعدة.
مع ذلك، تعتبرُ خطوة رئيس الجمهورية الأخيرة تثبيتاً لمواقف الاعتدال في أوساط الطائفة السنية، ما يقطع الطريق أمام أي جهات أخرى تريدُ أخذ الطائفة نحوَ آفاق غير معروفة أو محسوبة. 
خلاصة القول هي أن خطوة عون ثبتت وجهة أساسية داخل الطائفة السنية، ويمكن اعتبار ذلك احتواء لأي ارتدادات سلبية قد تنجمُ عن خطوة الحريري الأخيرة. أما الأمر الأبرز فهو أن عون يصمم أكثر من أي وقت مضى على اعتبار دار الفتوى القاعدة الأساسية التي تحسم توجهات الطائفة السنية بعيداً عن استغلال أي جهاتٍ حزبية او سياسية تسعى للانقلاب على الوحدة السياسية داخل الطائفة وسط انكفاء تيار “المستقبل” انتخابياً.