“واصل لعندك عالبيت”.. هذا القطاع يلقى رواجاً في لبنان ولكن احذروا!

30 يناير 2022
“واصل لعندك عالبيت”.. هذا القطاع يلقى رواجاً في لبنان ولكن احذروا!

لم يعد التّاجر مضطراً لإستئجار محلّ ودفع تكلفة الكهرباء و”الموتور” وغيرها اليوم، لأن بكل بساطة اجتاحت التجارة الالكترونية هذا القطاع، وذلك مع التطور التقني والفكري والتكنولوجي. فمنذ سنوات قليلة وحتى اليوم، وخاصة بعد ظهور فيروس “كورونا”، سجّل قطاع التجارة الإلكترونية نموًا كبيراً مع افتتاح مئات المتاجر الالكترونية حول العالم، وفي لبنان ايضاً.

والتجارة الإلكترونية هي عملية بيع وشراء وتبادل المنتجات والسلع والخدمات عبر الوسائل الإلكترونية، فيكفي على المتابع أن يختار السلعة المعروضة للبيع والتي يرغب بشرائها، ثمّ يتواصل مع الشركة، حيث تضع كلّ شركة صغيرة كانت أم كبيرة، شروطاً للنقل والدفع وغيرها من الأمور اللوجيستية.
الوصول لشريحة أكبر من الناس
بدأت بيرلا قشوع، صاحبة متجر الكتروني لبيع أكسسوارات خاصة بالأطباء والصيادلة والقطاع الصحي، خوض هذه التجربة في العام 2019، بإعتبار أن التجارة “أونلاين” تصل الى نسبة أكبر من الناس، وفق ما قالت لـ”لبنان24″.
وعن الصعوبات التي تواجهها اليوم بظل الأزمة الإقتصادية في البلاد، ذكرت أن تغيّر “سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار يومياً هو أكبر مشكلة تواجهها”، مشيرة الى أنها مضطرة الى ملاحقة سعر الصرف في السوق الموازية كلّ يوم. ولفتت الى أن تغيّر الاسعار اليومي يؤثّر على أبسط البضائع (غير السلع الأساسية) كأكياس التغليف وغيرها. وأضافت أن تكلفة النقل التي ارتفعت كثيراً مشكلة بارزة أيضاً.
يُتابع قشوع عبر صفحتها على انستغرام أكثر من 6000 شخص، حيث تهدف يومياً الى نشر صور للبضائع الجديدة التي تصلها، ولردود فعل الزبائن عقب تسوقهم من متجرها الالكتروني.
وعن هذا الموضوع، قالت أن “التجارة الالكترونية تحتاج الى جهد كبير للنجاح”، لافتة الى أنه “ليس بالضرورة أن يكون الشخص أو المتابع بحاجة الى منتج معيّن، لكن من خلال طريقة التسويق الذكية والجاذبة، تتولّد لديه حاجة جديدة لهذه السلعة فيشتريها”.
ولا بدّ من التذكير هنا، أن نمط حياة اللبنانيين، تغيّر بشكل جذريّ بعد الأزمة الاقتصادية في البلاد، حيث تخلى الكثير منهم عن شراء الحاجات “الثانوية”، مكتفين باستهلاك الطعام والأدوية والحاجات الأساسية فقط.
وعن كيفية بناء ثقة مع الزبائن، ذكرت قشوع أنها “تهدف الى نشر آراء الزبائن بالسلع التي يشترونها منها، فهذا الامر مهمّ جداً لجعل المتابع الآخر يثق بالصفحة أو بالمتجر الالكتروني، وفي هذه الحال سيتشجّع لشراء السلع من متجرنا، ولو كان سعرها أعلى من المتاجر المشابهة الأخرى، لأن النوعية مهمة جداً للزبون”.
تكلفة النقل كارثة
في شباط 2020، إفتتحت أنجيلا وهبة مع شريكتين متجراً الكترونياً لبيع المكياج ومستحضرات للتجميل. وقالت أن افتتاح متجر “أونلاين” أقل تكلفة من المتجر العادي.
وعن الصعوبات التي تعتري عملها، أشارت في حديث لـ”لبنان24″ الى أن تكلفة نقل البضائع عبر شركات التوصيل أو “الدلفري” إرتفعت بشكل كبير مع غلاء المحروقات، موضحة أن تكلفة النقل ارتفعت من 5 آلاف ليرة لبنانية الى 50 ألف ليرة، أي أن كلفة النقل تتجاوز أحياناً ثمن السلعة التي يرغب الزبون بشرائها.
وأضافت أن سعر الصرف المتغير يجبرنا على تبديل أسعارنا بشكل دائم، كون الشركة التي نتعامل معها تعلمنا أن الاسعار تغيرت، إن زادت أو انخفضت.
وأكدت وهبة، التي تمتلك على صفحتها أكثر من 28 ألف متابع، أن “هذا النوع من التجارة يحتاج الى التزام وجهد كبيرين، بالاضافة الى الشغف والاندفاع في العمل من أجل النجاح، والوصول الى أكبر عدد من الناس، والأهم الابتكار في تقديم السلعة من أجل جذب الزبون”.
وشددت على أهمية وجود الثقة بين المتجر والزبون، وذلك من خلال نشر ردود فعل الزبائن على السلع التي تبيعها، موضحة “أننا نهدف أحياناً لسؤال الزبون عن رضاه على المنتج لأن هذا الامر يهمنا، كما أننا نعمل على حلّ أو إصلاح أي مشكلة أو خطأ يحصل مع العميل، بهدف حلّه وتعزيز الثقة وعدم خسارته”.
تشير وهبة الى إنخفاض نسبة البيع اليوم مقارنة عما قبل الأزمة الاقتصادية في لبنان، مشددة على أن أكبر مشكلة هي كلفة النقل.
نصائح لعدم الوقوع في الغش
يقع الكثير من الزبائن ضحيّة شراء سلع ذات نوعيّة رديئة، من صفحات الكترونية تغشّهم. لذا من الضروري التنبّه جيداً، ومراقبة تفاصيل عدة، قبل شراء كميات كبيرة من أي متجر الكتروني كان. ومن هذه النقاط نذكر، التأكّد من أن الصّفحة التي تتسوق منها آمنة، من خلال مراقبة عدد المتابعين لها، نسبة التفاعل على صورها، ومتابعة ردود الفعل على سلعها، التأكد من أن صور السلع المعروضة حقيقة، حيث يمكن الطلب من صاحب الصفحة ارسال صور خاصة لك لنوعية السلعة، عدم ارسال المال مسبقاً، فغالبية الشركات التجارية في لبنان خاصة الصغرى تعتمد على سياسة “الدفع عند الاستلام”. كما يمكن إجراء بحث صغير عن الصفحة عبر الانترنت.
بالمحصلة، لاقت التجارة الالكترونية رواجاً كبيراً في لبنان، خاصة من قبل الشباب والشابات الذين لا يملكون رأس مال كبير لفتح متجر عادي، الا أن الأساس يبقى بعدم وقوع الزبائن بفخّ عمليات غشّ بعض الصفحات، كون التجارة الالكترونية لا “حسيب ولا رقيب لها”.