زيارة ميقاتي لتركيا.. محادثات مثمرة وواعدة

1 فبراير 2022
زيارة ميقاتي لتركيا.. محادثات مثمرة وواعدة

شكلت زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إلى تركيا، اليوم الثلاثاء، نقطة تحوّل إيجابية في علاقات لبنان مع الدول الأخرى، وهو الأمر الذي تسعى الحكومة الحالية إلى تعزيزه بكافة الوسائل.

وبلقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استطاع ميقاتي تثبيت العلاقات اللبنانية – التركيّة بشكل أكبر، وكان ذلك واضحاً في المؤتمر الصحفي للرئيسين عقب اجتماع موسع شهد محادثات مثمرة بين الجانبين. 
 
وفي ظلّ ذلك، كان الإقبال التركي باتجاه لبنان مهماً جداً، خصوصاً أن أردوغان أعلن عن استعداد تركيا  لرفع نسبة التبادل التجاري مع لبنان، فضلاً عن استعداد الشركات التركية لتنفيذ مشاريع مهمّة في مجال البنية التحتية بما فيها إعادة إعمار مرفأ بيروت. 
 
ما طرحه أردوغان كان محطّ اهتمامٍ كبير لدى ميقاتي الذي أثنى على دور تركيا، وشدد على أهمية العلاقات الثنائية التي سيتم توطيدها بشكل كبير لتبقى متينة وقويّة على كافة الصعد. 
 
كذلك، كان ميقاتي مصمماً على إيلاء موضوع النازحين السوريين حيزاً خلال المحادثات مع أردوغان، والتأكيد على ضرورة توحيد كل الجهود لعودتهم إلى بلادهم. 
 
حصيلة زيارة ميقاتي إلى تركيا
 
ووصل ميقاتي اليوم إلى تركيا وتحديداً إلى العاصمة أنقرة، وقد كانت المحطة الأولى في الزيارة هي ضريح مؤسس الدول التركية  الحديثة مصطفى كمال اتاتورك. 
 
وكان في استقبال رئيس مجلس الوزراء اللبناني والوفد اللبناني، المدير العام لادارة ضريح اتاتورك ومدير عام المراسم في وزارة الخارجية التركية.
 
ووضع الرئيس ميقاتي اكليلاً من الزهر على الضريح ثم وقف دقيقة صمت تلاها الاستماع الى عزف نشيد الموت.
 
كذلك، كتب الرئيس ميقاتي في السجل الذهبي كلمة ثم قام بجولة في متحف اتاتورك.
 

وبعدها، انتقل ميقاتي مع الوفد اللبناني إلى قصر الرئاسة التركية حيث كان الرئيس أردوغان في استقباله مع الوفد اللبناني. وهناك، توجه الرئيسان معاً إلى منصة الشرف، وقد عزفت الموسيقى النشيد الوطني اللبناني ثم النشيد  التركي، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبيا بالرئيس ميقاتي.

 بعد ذلك سار الرئيسان اردوغان وميقاتي على السجادة الزرقاء وتقدمهما قائد حرس الشرف وفرقة من حرس الشرف. وبعدما حيا الرئيس ميقاتي حرس الشرف صافح الرئيسان الوفد التركي ثم الوفد اللبناني. 

بعد ذلك، صعد الرئيسان الى عتبة المدخل الرئيسي للقصر حيث تصافحا والتقطت لهما الصور التذكارية، ثم دخلا الى المكتب الخاص للرئيس اردوغان حيث عقدا اجتماعاً ثنائياً.
 
في غضون ذلك، عقد الوزراء اللبنانيون اجتماعات ثنائية مع نظرائهم الوزراء الاتراك في قاعات اجتماع في أحد اجنحة القصر الرئاسي. 
 
وإثر ذلك، عقد اجتماع عمل موسع بين الرئيسين أردوغان وميقاتي في مقر الرئاسة التركية بمشاركة اعضاء الوفدين الوزاريين التركي واللبناني.
 
وفي مستهل الاجتماع تحدث الرئيس اردوغان فقال: “يقول المثل الصديق وقت الضيق وفي اليوم الاسود، ونحن في مستهل هذا اللقاء نؤكد موقفنا الثابت بأننا الى جانب لبنان، ونريد أن نصل الى كل شرائح المجتمع اللبناني من دون تمييز وفي كل المجالات، لا سيما على صعيد التجارة والصحة والامن والطاقة، ولدينا امكانات كبيرة نريد ان نستخدمها مع لبنان”. 
 
أضاف: “دولة الرئيس ميقاتي، نحن نقدر جهودكم في اجراء الاصلاحات الضرورية، وفي الوقت ذاته سنستمر في التعاون الثنائي في كل المجالات، وقد اتفقنا على عقد اجتماع للجنة الاقتصادية  العليا المشتركة  بين البلدين في النصف الاول من هذا العام، اضافة الى تشكيل لجنة مشتركة لحل المشكلات العالقة بين البلدين.تحدثنا عن أهمية دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ، وعن استمرار التعاون في مجالات الطاقة والصحة والسياحة والنقل والاشغال وعلى التعاون اللبناني مع  الشركات التركية”.
 
وختم بالقول: “انا على ثقة بأن المحادثات التي اجريناها ستعمق علاقاتنا اكثر فاكثر”.
 
بدوره قال الرئيس ميقاتي: فخامة الرئيس قلتم في كلمتكم إن الصديق هو وقت الضيق، وأنا اقول إن الاخ هو دائما الى جانب أخيه، ونحن على الدوام نشعر بأن علاقاتنا هي علاقات اخوة،  وفي كل المحطات انتم تكونون الاوائل في مد يد العون للبنان ومساعدته خاصة في الازمات المتتالية التي يمر بها.
 
اذكر فخامة الرئيس انه خلال محادثاتنا المشتركة في بيروت عام 2005، اتخذنا معا قرارا بالغاء التأشيرات بين البلدين ما ساهم في تعزيز العلاقات الثنائية.نحن اليوم في أمس الحاجة للتعاون والمساعدة من قبلكم ، وإن محبتكم الشخصية للبنان وعلاقاتنا الشخصية الوطيدة ستفتح الكثير من الابواب للتعاون والمساعدة، واسمح لي أن اقول ان المشاعر التي عبرت عنها تجاه لبنان واللبنانيين في هذا الاجتماع الموسع هي جزء بسيط مما قلته لي في اجتماعنا الثنائي”.
 
أضاف: “لبنان يمر بازمة تكان تكون الاسوأ في العالم على كل الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية.ونحن بحاجة للدعم والعون في كل المجالات”.
 
بعد ذلك قدم الوزراء اللبنانيون والاتراك مداخلات مفصلة تناولوا فيها نتائج الاجتماعات الثنائية التي عقداها.
 
وإثر الاجتماع، عقد الرئيسان أردوغان وميقاتي لقاء صحافياً مشتركاً، وبداية تحدث الرئيس التركي فقال: “نرحب بزيارة الصديق  العزيز دولة الرئيس مع الوفد الوزاري، وهذه الخطوة نعتبرها اشارة اساسية للاهمية التي يوليها لبنان لتركيا، ونحن  من جهتنا نريد تعزيز تضامننا مع الشعب اللبناني باسره. تناولنا في اجتماعنا  العلاقات الثنائية وبشكل خاص تطوير التواصل وتعزيز  فرص التعاون. كما ناقشنا مع الصديق العزيز سبل المساهمة في دعم لبنان .في الايام الاولى بعد انفجار مرفأ بيروت اوفدت نائبي ووزير الخارجية الى لبنان تعبيرا عن تضامننا، كذلك بعد انفجار عكار ارسلنا طائرة مساعدات، وكل ما نفعله نقوم به من دون تمييز بين الشعب اللبناني، ونحن نواصل الوقوف الى جانب لبنان ومستعدون لدعم جهود الاصلاح التي  تبذلها الحكومة اللبنانية، وقد ابديت استعدادنا لتقديم الخبرات  على صعيد التعاون الرقمي للخدمات العامة.
 
كذلك ناقشنا الخطوات التي يمكننا اتخاذها لرفع نسبة التبادل التجاري الى مستويات اكبر مما تحقق حتى الان، ونولي اهمية لوضع اتفاق التجارة الحرة حيز التنفيذ، واتفقنا على عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة في تركيا في اقرب وقت. لقد اعربت عن استعداد شركاتنا لتنفيذ مشاريع مهمة في مجال البنية التحتية بما فيها اعادة اعمار مرفأ بيروت”. 
 
أضاف: “إننا مصممون على زيادة مساعداتنا للبنان في الفترة المقبلة، وتعاوننا السياحي، وفي مجال التعليم، كما سنواصل المساهمة في قوات اليونيفيل”.
 
وختم بالقول: “أتمنى أن تكون لقاءاتنا مصموة واشكرأخي العزيز ميقاتي والوفد المرافق على زيارتهم”.
 
بدوره قال الرئيس ميقاتي: “تشرفت بزيارة فخامتكم وقد بحثنا في العمق العلاقات بين بلدينا التي اكتسبت في الفترة الاخيرة دفعا قويا وفعالا في كل  المجالات، على اسس التعاون والتفاهم المشترك لقضايا البلدين.
 
فخامة الرئيس، من خلال معرفتي الطويلة والوثيقة بكم، أعلم مدى متابعتكم للشأن اللبناني وحرصكم على توطيد العلاقات والقيام باي مسعى لدعم لبنان في كل المحافل. لقد كنتم دائما تلبون النداء عند اي ازمة يمر بها لبنان”.
 
أضاف: “تحدثنا عن العلاقات اللبنانية- التركية وموضوع النازحين وضرورة تضافر كل الجهود لعودتهم الى بلادهم. وثمنت مواقف فخامة الرئيس لتوطيد علاقاتنا وهي ستبقى متينة وقوية على الصعد كافة، وفي كل القضايا، وقد اتفقنا خلال اجتماعنا على اجراءات لتفعيل التعاون”.
 
وقال: “اول ما يتبادر الى ذهننا ونحن نزور تركيا هو الانفتاح والعدالة والحداثة ما اكسب تركيا موقعا مميزا بين الشرق والغرب عملت تركيا على تنميتها ، ما مكّنها  من الوصول الى الريادة”.بعد ذلك اقام الرئيس التركي مأدبة عشاء تكريماً للرئيس ميقاتي والوفد اللبناني.
 
يشار إلى أنّ الوفد  اللبناني يضمن كلاً من: وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي، وزير السياحة وليد نصار، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير البيئة ناصر ياسين، وزير الزراعة عباس الحاج حسن، وزير الاشغال العامة والنقل على جمية، وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، المستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر، و سفير لبنان في تركيا غسان المعلّم.
 
اما الوفد التركي فضم وزير الخارجية مولود جاووش اوغلو، وزير الثقافة والسياحة محمد نوري ايرسوي، وزير الزراعة والغابات بيكير باكديمير، وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونمز، وزير البيئة والتنظيم المدني وتغيير المناخ مراد كروم، وزير النقل والبنية التحتية عادل كاريسمايل اولو، رئيس مكتب التحويل الرقمي في رئاسة الجمهورية علي كوتش.