كتبت نوال نصر في “نداء الوطن” بكت أبلح وزحلة والبقاع وكل لبنان عليه. ليس فقط لأنه شاب وأب لطفلٍ (9 أشهر) اسمه على اسم أبيه ميشال، وليس لأنه زوج وابن وشقيق وصديق بل لأنه بموتِهِ، بأسلوب موته، دلالة جديدة على أننا في بلدٍ “الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود”.اذا حصل ظهر الثلاثاء في الأول من شباط؟ يتحدث قريب عائلة جاسر عن بعض ما حصل في ذاك اليوم «إتصل القاتل بالسكرتيرة في العيادة وطلب منها موعداً قائلا إنه أخذ «مأذونية» ويريد أن يأتي ظهراً. أجابته «المواعيد مفولة» يوم الثلاثاء ويمكنك المجيء الأربعاء إذا أردت. ويوم الثلاثاء إتصلت مريضة بالعيادة وطلبت تأجيل موعدها الى وقت آخر. فاتصلت السكرتيرة بأسعد فهد وقالت له: أصبح لدينا وقت متاح إذا أردت المجيء. نحو الساعة الثانية بعد الظهر، وصل القاتل الى العيادة الواقعة على الطريق العام، جانب حاجز الجيش في ابلح، سنتر سيدار، بلوك ب. دخل من دون أن يتفوه بكلمة الى السكرتيرة. فتح باب العيادة بقوة وكان الطبيب واقفاً، يتكلم هاتفياً، ووجهه نحو الشباك، وما إن استدار حتى صفعه بقوة. قال له الطبيب: ماذا تفعل؟ لم يجبه بل أخرج من جيب سترته سكيناً حربياً، دلّ على نوعه عمق الجروح التي أحدثها وبعضها يزيد عن 15 سنتمترا، وراح يطعنه في جسده، في خصره، ما جعل إيلي ينهار لكنه استمرّ يحاول الهروب من أمامه، لكنه عاد وفقد توازنه وسقط أرضا. حينها انقضّ عليه مجدداً بثماني طعنات في الرئتين وعلى الخصر والى جانب الكلية وفي الرأس واليد. وهذا ما جعله ينزف كثيراً.
ماذا عن السكرتيرة؟ ماذا حصل معها؟ يجيب قريب القتيل «هرولت نحو حاجز الجيش طالبة المساعدة وهي أكدت أن خطيبة القاتل، التي تذرع أنه أتى لينتقم إعتراضاً على نتيجة علاج أسنان خطيبته لا يمكن أن يكون صحيحا لأن «الحكيم» إنتهى من علاج أسنانها منذ عام ونصف. غريبٌ بالفعل ما حدث. والأغرب أن القاتل تجرأ بدم بارد على القتل والمغادرة في مكان بالكاد يبعد أمتارا قليلة عن عيادة القتيل. في كل حال، قيل أن خطيبة القاتل فيليبينية لا لبنانية وتملك محل «سوشي» في الجوار.
ماذا بعد؟ أحد أطباء الأسنان قال وهو يتابع عن بُعد تفاصيل قتل إيلي جاسر: «بعد هذه الحادثة إذا أتاني عرض عمل صناعة كريب في سريلانكا سأغادر». تعب الشباب. تعب اللبنانيون. أهل البلد مشاريع موتى كل يوم ولحظة؟